كيف يتم إخراج زكاة الفطر؟
نبأ الأردن - زكاة الفطر أحد العبادات الطقسية المرتبطة بشهر رمضان، وهي شعيرة عظيمة شرعها لنا ربنا في ختام شهر رمضان عبادة جليلة تكمل صيامنا وتتم نعمة ربنا علينا، وهي تجب على كل مسلم ويجب إخراجها قبل نهاية شهر رمضان الكريم، فكيف يتم إخراج زكاة الفطر؟
• فرضت زكاة الفطر لأمرين عظيمين
يقول الشيخ عبد الرحيم : فرضت زكاة الفطر لأمرين عظيمين أولا طهرا للصائم من اللغو والرفث، وتعويضا عما حدث من خرق للصيام فصلاة الفطر لرمضان كسجدتي السهو للصلاة، وزكاة الفطر تجبر نقصان الصوم كما يجبر سجود السهو نقصان الصلاة، وثانيًا فسبب زكاة الفطر طعمة للمساكين فهذه الشريعة تريد أن يأتي العيد على المسلمين ولا أحد جائع ولا أحد يمد يده ولا أحد يعاني فليستمتع الجميع بفرحة العيد ولذلك من مقاصد زكاة الفطر التوسعة على الفقراء والمساكين والمعوزين وإغنائهم يوم العيد عن السؤال بما يحمله من ذل وهوان، والذي لا يتناسب مع فرح وسرور العيد، فيقول ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه " فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"
وقد فرضت زكاة الفطر بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في السنة الثانية قبل فرض رمضان، ثم فرضت زكاة الفطر في رمضان، وفرض الزكاة بعد فرض الصلاة، والزكاة كانت زكاة أموال فرضت في مكة، يقول الله عز وجل: "وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا" ،وهذا ما يعرف بحق المال، ولكن تحديد هذا الحق كمقدار ونصاب فإنه لم يحدد في مكة، وإنما كان ذلك في المدينة.
• كيف تخرج زكاة الفطر
يقول الشيخ : زكاة الفطر هي الصدقة التي يُستحب إظهارها، وتجميع زكاة الفطر يكون علنًا فالزكاة من شعائر الإسلام التي تبين هوية المسلمين بالبلد وكانت تجمع الزكاة بالمساجد ولذلك فإظهار زكاة الفطر حيثما كان الإنسان يزكي عن نفسه وعلى من يعول وأن يُخبر من أخرج عنه، وكلما أخرج الإنسان الزكاة من طعام أهل البلد كلما كان هذا الأقرب للسنة الشريفة
تجب إخراج زكاة الفطر من أول أيام رمضان حتى غروب الشمس من آخر يوم من رمضان فمن تزوج أو أسلم أو ولد له ولد فعليه الزكاة، والسنة أن يتم إخراج زكاة الفطر يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد. ويجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين وقد كان هذا فعل ابن عمر وغيره من الصحابة.
• زكاة الفطر يوم العيد نقدًا أم من أصناف طعام؟
يقول الشيخ الكريم عن إخراج زكاة الفطر يوم العيد: حدثنا ابن عمر رضي الله عنه "وأمر بها أن تخرج قبل الصلاة" لأنها من شعائر يوم العيد، والمقصود بها تطهير الصائم بعد شهره، وإسعاد الفقراء في عيدهم.
وقد كان الصحابة يخرجون الزكاة من أصناف مُعيَّنة من الطعام، فعن أبي سعيد الخدري أنّه قال "كنَّا نُخرِجُ في صدقةِ الفطرِ إذ كان فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صاعًا مِن طعامٍ أو صاعًا مِن تمرٍ أو صاعًا مِن شعيرٍ أو صاعًا مِن أَقِطٍ ولم نزَلْ كذلك حتَّى قدِم علينا معاويةُ مِن الشَّامِّ إلى المدينةِ قَدْمةً فكان فيما كلَّم به النَّاسَ: ما أرى مُدَّيْنِ مِن سمراءِ الشَّامِ إلَّا تعدِلُ صاعًا مِن هذه فأخَذ النَّاسُ بذلك"
كما أجاز العلماء إخراج القيمة النقديّة للزكاة فقد يلجأ المُزكّي إلى إخراج القيمة بدلاً عن الصنف لسبب مُعيّن، كحاجة الفقير إلى الحصول على النقود أكثر من حاجته إلى الطعام، أو عدم تمكّن المُزكّي من شراء الأصناف المخصوصة، كما أنّ توزيع النقود يُعَدّ أسهل من شراء الطعام، وتوزيعه وهناك العديد من المنافذ الشرعية المتخصصة والتي يمكن للمسلم أن يدفع بها زكاته
• إخراج قيمة زكاة الفطر حسب العلماء:
حسب الموقع الرسمي لصندوق الزكاة zakatfund.gov.ae، فقد اختلف العلماء على القول بحصر إخراج زكاة الفطر في الطعام على قولَين:
أبو حنيفة وأصحابه: ذهبوا إلى أنّ زكاة الفطر على اختلاف أنواعها يجوز أن يتمّ إخراجها بالقيمة، فالمحتاج سيستطيع أن يشتريَ بها ما يحتاج إليه.وقد قال بذلك الإمام الرملي من الشافعيّة.
ابن تيمية: ذهب لجواز دفع القيمة بدلاً من الطعام حين الحاجة، وترجيح المصلحة، فكان قوله وسطاً ما بين دفع القيمة، والطعام، وكلّ من أجاز دفع القيمة استند في قوله إلى قول الله -تعالى-: "خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ" فالمذكور في الآية أن يُؤخَذ من المُزكّي المال، والقيمة في زكاة الفطر تشبه المال.
الشافعيّ ومالك وأحمد بن حنبل: ذهبوا إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة، بل يكون إخراجها طعاماً؛ واستدلّوا على ذلك بحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي ورد سابقاً في إخراج الطعام.