فيصل الخزاعي الفريحات يكتب : التطبيع المجاني مع «إسرائيل» مرفوض وأن أوان الصحوه الوطنيه
التطبيع المجاني مع «إسرائيل» مرفوض وأن أوان الصحوه الوطنيه
النتن ياهو رئيس حكومة الائتلاف اليميني المتطرفه يتخذ من اتفاقيات إبراهام للتطبيع مع الدول العربية حصان طرواده ويراهن على التطبيع مع المملكة العربية السعودية ،
والحقيقة أن النتن ياهو ضرب بعرض الحائط بشروط إتفاقيات التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة ومملكة والبحرين ومملكة المغرب وجمهورية السودان وأصابها في مقتل ، وأن الإتفاقيات هذه عزلت حكام هذه الدول عن شعوبها الرافضه للتطبيع في الأساس أصلا .
قيام عضو الائتلاف مسؤول الأمن القومي في حكومة نتنياهو إيتمار بن غفير أو بن ( حقير ) بإقتحام المسجد الأقصى سبب الإحراج للإمارات والبحرين والمغرب والسودان حين تعهد نتنياهو لهذه الدول بعدم ضم أجزاء من الضفة الغربيه والحفاظ على وضع القدس وخاصة المسجد الأقصى ، هذا الإقتحام سبب الإحراج لهذه الدول التي سارعت لإصدار بيانات الشجب والأستنكار والتنديد ضد عملية الإقتحام والدعوه للحفاظ على مكانة القدس والمسجد الأقصى والوضع القائم المتمثل بالوصايه الهاشميه على المقدسات في القدس الشريف ، وكانت عملية الإقتحام السبب في تأجيل زيارة النتن ياهو للإمارات حسب ما تداوله الإعلام العبري .
لقد آن أوان الصحوه الوطنيه بعد إتضاح الصوره الحقيقيه للكيان الصهيوني الأصولي العنصري واتضاح سياسة حكومة الإئتلاف التي مخرجاتها ضم الضفة الغربيه وفرض عقوبة الإعدام وتهجير الفلسطينيين .
إن تمسك الفلسطينيين بحقوقهم الوطنيه والتاريخيه أمر لا مفر منه وإن نضال الشعب الفلسطيني هو لأجل تحقيق سيادته الوطنية على حدود دولة فلسطين التاريخيه
في الأصل مستجدات الواقع الذي تحاول حكومة الإئتلاف الصهيونيه اليمينيه الأصوليه المتطرفه فرضه على الدول العربية تتطلب رفض التطبيع مع (إسرائيل) و الجامعة العربية مطالبه بتفعيل المقاطعة الإقتصادية مع ( إسرائيل ) وعلى المطبعين المتمسكين في القضية الفلسطينية عليهم وقف التطبيع المجاني مع هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب الذي يحتل فلسطين .
الفلسطينيون بحاجة لموقف عربي موحد داعم للموقف الفلسطيني ولدعم المطلب الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك بحاجة لموقف سياسي عربي موحد أيضاً يدعم التوجه الفلسطيني في مواجهة ( إسرائيل ) عبر كل المنابر وفي مقدمة هذه المنابر التقدم عبر الجمعيه العامه للأمم المتحدة بطلب إلى محكمة العدل الدوليه في لاهاي لتوصيف حالة الإحتلال القانونيه بموجب تعريف القانون الدولي للإحتلال ، وكذلك دعم التوجه الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية بالتنسيق الكامل مع الأردن إلى إنعقاد مجلس الأمن للتنديد بإجراءات حكومة اليمين المتطرفه وقيام أحد أعضائها مسؤول الأمن القومي بإقتحام المسجد الأقصى وهي سابقه خطيره تهدف لتكريس سياسة فرض الأمر الواقع للتقسيم الزماني والمكاني وهي مخالفه لكافة قرارات الشرعيه الدوليه فيما يخص القدس والأماكن المقدسه فيها ، وهي تعدي خطير على الوصايه الهاشميه ، وعلى كل المساعي التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني لإحلال السلام في فلسطين والمنطقة العربية .
الموقف العربي الرسمي ربط التطبيع مع الكيان الصهيوني بإنسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من حزيران وإقامة الدوله الفلسطينيه المستقله وعاصمتها القدس ، وقد أجمعت الدول العربية على هذا الموقف في مبادرة السلام العربية للعام 2002 ، لكن جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت التعاطي مع روح ومضمون المبادرة العربية للسلام وتمادت في مواقفها الرافضة لتحقيق السلام واستمرت في مشروعها التهويدي للقدس والتوسع الأستيطاني وصولا لمخطط الضم متجاهلة في قرارها للضم قرارات الشرعية الدولية ورفض التعاطي مع المبادرة العربية للسلام .
خطورة الإستمرار في التطبيع والهرولة نحو الكيان الغاصب تحت عناوين متعددة مغامره خطرة ، خاصة أن اليمين الإسرائيلي الأصولي المتطرف والأحزاب الصهيونيه الفاشيه ( لا تقيم وزنا لعملية السلام ولا ينوي التعاطي جديّا مع أي مبادرة سلام ) ورئيس حكومة الإئتلاف الصهيوني يوظف عمليات التطبيع ليضفي على مواقفه التاريخية الرافضة لأي إنسحاب من أراضي الفلسطينيين حتى في سياق معاهدة سلام كاملة ، وبطبيعة الحال ستفسر القوى اليمينية هذه المواقف على أنها تعبير عن موقف رسمي لعدد من الدول العربية ، فلا يعقل للهرولة والتطبيع مع الكيان وإعلان لأتفاقات معه وهو يسعى لضم أجزاء من الضفة الغربية ويهدد الأمن القومي لدول عربية وفي مقدمها الأردن .
إن التغاضي عن الجرائم التي تقترفها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتهويد المدينة المقدسة ، هذه المواقف يعتبرها قادة الكيان الإسرائيلي بمثابة ضوء أخضر للإستمرار في سياسة ضم الأرض وبناء المستوطنات وتمرير مخطط الضم والتقسيم الزماني والمكاني واستباحة الدم الفلسطيني وقد تدفع هذه السياسه للتهجير وتكريس سياسة الفصل العنصري " الابرتهايد " .
المتابع للجدل العام في إسرائيل يلاحظ أن أحد أهم النقاط المثارة هو الثمن الذي يمكن أن يدفعه الإسرائيليون لقاء تعنتهم ورفضهم لأي عملية سلام ، والجواب عادة ما يكون أن إسرائيل لا تدفع ثمنا ، وعلى العكس من ذلك تعتبر وجود إعلاميين وكتابا يروجون للتطبيع مع إسرائيل مكافأة لإسرائيل وسياستها التوسعية .
وهذا يتطلب من الدول العربيه المطبعه الغاء إتفاقيات التطبيع ووقف التنسيق مع حكومة الإئتلاف الصهيوني المتطرفه برئاسة النتن ياهو ، وضرورة تماهي حكام الدول المطبعه مع مواقف شعوبها قبل أن تعزلها شعوبها خاصة في ظل سياسة حكومة الإحتلال لتغيير الواقع في المسجد الأقصى ومحاولة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد واستباحة الدم الفلسطيني والدفع بسياسة التهجير وتكريس لسياسة الفصل العنصري الأمر الذي يسبب في إثارة الشارع العربي ويدفع للحرب الدينيه .
على قادة الدول المطبعه المبادره فوراً لقطع العلاقات مع إسرائيل لنقضها لتعهداتها واتفاقياتها مع هذه الدول وضرورة العوده للإلتزام بشروط المبادره العربيه للسلام .
المواطن العربي لا يشعر بعقدة الذنب تجاه اليهود كما هو الحال مع بعض الأوروبيين ، فاليهود عاشوا مع العرب والمسلمين بسلام كما يذهب إلى ذلك الكاتب الإسرائيلي نسيم رجوان في كتاب باللغة الإنجليزية يتناول فيه مكان إسرائيل في الشرق الأوسط .
أقولها بصراحة متناهية رسالتنا لقادة الدول العربيه ، هذا التطبيع المجاني لن ينتقص من عدالة القضية الفلسطينية ولا مشروعية وشرعية المطالبه بحق العودة وتقرير المصير ، فعدالة قضية فلسطين مستمده من الشرائع السماويه وهي متأصله تاريخياً وعقائدياً ولا تقررها نخب تسعى بشكل بائس للتحالف مع حكومة الإئتلاف الصهيونيه الفاشيه برئاسة النتن ياهو وتنكرها للحقوق الوطنيه والتاريخيه للشعب العربي الفلسطيني ، وتسعى لدفع المنطقه للحرب الدينيه ولعل الأخير يدافع عنها في معاركه الدونكيشوتية .
وهذا يتطلب من كل غيور على دينه وعقيدته الإيمانية المبادره لقطع العلاقات ووقف الهروله والتطبيع الإقتصادي المجاني وتوقيع الإتفاقيات مع حكومة الإئتلاف الصهيونيه المتطرفه الفاشيه برئاسة النتن ياهو .
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
























