الصحة الجنسية لليافعين..تساؤلات تصطدم بالخجل

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن- تشكل قدرة اليافعين على استقاء المعلومات من مصادر مفتوحة ومتعددة أمرا مقلقا بالنسبة لذويهم؛ بسبب احتمال تعرضهم لمعلومات مغلوطة أو مضللة، خاصة عند بحثهم عن إجابات حول التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على أجسادهم خلال مرحلة المراهقة.
ويؤكد متخصصون أهمية أن يستقي اليافعون معلوماتهم عن الصحة الجنسية من مصادر موثوقة وواضحة وصريحة تتفق مع القيم الاجتماعية والأخلاقية لمساعدتهم على اجتياز مرحلة النضوج وتكوين معرفة دقيقة بهذا الخصوص؛ ما يلقي على الأهل مسؤولية توعية أبنائهم بما يتلاءم مع مرحلتهم العمرية.
ويشير هؤلاء المتخصصون في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أن تلافي الآباء الخوض في أحاديث من هذا النوع مع الأبناء، وتأجيل توضيحها يؤثر في اتخاذهم خيارات صحية تفيدهم مدى الحياة، مبينين أهمية الحصول على استشارات طبية متخصصة تزيح مخاوفهم تجاه هذه المرحلة الحساسة من العمر.
المرشدة التربوية سماح عبد الهادي تتحدث عن تجربتها في توعية المجتمع الطلابي بالثقافة الجنسية في إطار الحدود القانونية والنفسية والمعنوية، حيث يجري تعريف الطالبات بالتغيرات الجسمانية والهرمونية التي تحدث خلال فترة البلوغ وبما لا يمس حياء الطالبة، ويساعدها على تقبل طبيعة جسمها الجديدة دون خوف أو قلق، وما يرافق هذه التغيرات من إجراءات ينبغي اتباعها لضمان الصحة الجسمية والنفسية.
وتضيف عبدالهادي، أن تنظيم محاضرات تهدف إلى توعية أولياء الأمور تعد من النواحي التي تركز عليها خلال عملها الإرشادي؛ ما يشكل خطا واحدا يمكن أن يسير عليه الطالب في هذه المرحلة بسلام، مشددة على أهمية اختيار المصدر الآمن للمعلومات حول الصحة الجنسية لضمان تعامل اليافع الصحيح مع جسده وعلاقاته الاجتماعية على النحو المأمول.
وتفضل عبد الهادي أن يكون أحد الوالدين أو أي شخص آخر تؤهله مكانته، مصدرا لهذه المعلومة لما لذلك من تأثير إيجابي في حياة الطالب، مبينة أن عثور اليافع على المعلومة في مصدر غير آمن يعد مدخلا لمشاكل لا حصر لها تبدأ من تعامله بشكل خاطئ مع جسده.
من جانبها، تشير مسؤولة القسم الطبي في معهد العناية بصحة الأسرة التابع لمؤسسة الملك حسين الدكتورة سارة العيطان، إلى اعتماد المعهد نهجا مهما في مجال الصحة الأسرية يستند إلى تعريف منظمة الصحة الدولية باعتبارها حالة من اكتمال السلامة جسديا وعقليا واجتماعيا، وليست مجرد الخلو من مرض أو عجز، ووفقا لهذا النهج تجري رعاية الأفراد تدريجيا في جميع مراحلهم العمرية.
وفيما يتعلق باليافعين، تبين أن المعهد يسعى لزيادة وصول هذه الفئة وحصولها على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية تحديدا، عن طريق العديد من الخطط التحسينية.
وأشارت إلى تخصيص عيادة للشباب والشابات، تؤمن لهم المشورة من قبل الأخصائيين المعنيين حول التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في أجسامهم والحديث معهم حول التحديات والمشاكل الصحية التي من الممكن أن تواجههم وبما يحقق خدمات صحية متكاملة بعيدا عن الوصم المجتمعي وآثاره السلبية.
المتخصصة في علم الاجتماع والباحثة في الشؤون السكانية الدكتورة ميساء الرواشدة تقول، إن من المهم تشكيل صورة حقيقية وواضحة في أذهان اليافعين حول هذه الموضوعات، وأن المفاهيم الجنسية الخاطئة في عقولهم قد تتشكل عندما يشعر الشاب أو الفتاة بالتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على جسده في مرحلة البلوغ، إضافة إلى التغيرات النفسية في مشاعرهم أحاسيسهم بسبب التغيرات الهرمونية الحاصلة.
وتعزو الرواشدة خجل المراهقين من توجيه الأسئلة حول هذه القضايا إلى طريقة التنشئة الاجتماعية التي تبالغ في تصنيف هذه المجريات تحت مفاهيم العيب والحرام، لافتة إلى أنه لا بد من احترام بعض القيم والعادات الاجتماعية، إضافة إلى وجوب اتباع تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على التثقيف الجنسي حيث انه لا حياء في الدين والعلم، لأن هؤلاء الفتية بحاجة لمعلومة صحيحة تجيب عن الفضول الذي ينشأ عندهم خلال هذا السن.
وتؤكد الرواشدة ضرورة احتواء الأهالي لأبنائهم في هذه المرحلة، وأن تكون الأسرة المصدر الأول للمعلومة الجنسية بالأسلوب العلمي والمنطقي الذي يشبع فضول الأبناء، ويؤمن وصول المعلومة الواضحة لهم.
ودعت إلى أهمية الابتعاد عن زجر الأبناء عند طرحهم مثل هذه الأسئلة، وإشغالهم بأمور أخرى بحيث تبقى هذه التساؤلات حاضرة في أذهانهم، وتجبرهم على البحث عن الإجابات بأنفسهم، وربما يحصلون عليها من الأقران الذين تعد معلوماتهم ضحلة عن هذه القضايا أو من مواقع افتراضية غير آمنة تكون سببا في تشويه أفكارهم حولها لبعدها عن الدين والعادات والتقاليد.
وأشارت الرواشدة إلى منصة متخصصة أنشأها المجلس الأعلى للسكان الشهر الماضي تحت اسم "دربي" يتولى من خلالها أطباء متخصصون في علم النفس والاجتماع تقديم الإجابات الوافية للشباب والمراهقين واليافعين حول قضايا الصحة الجنسية في إطار من الخصوصية.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير