روسيا احتفلت بضم ليمان ثم انسحبت منها.. وأهل المدينة لا يعرفون
نبأ الأردن- عاش سكان مدينة ليمان يوما واحدا تحت السيادة الروسية قبل أن تستعين القوات الأوكرانية مجددا المدينة التي كانت ضمن نطاق المناطق الأربع التي ضمتها روسيا في عملية غير قانونية لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن سكان المدنية الواقعة بمقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا لم يعلموا بالحفل الذي نظمه الكرملين، الجمعة، للاحتفال بالضم الذي أدانه العالم، حيث تعيش ليمان بدون كهرباء أو إنترنت.
إيلينا خاركوفسكا، التي تعيش في ليمان قالت للصحيفة الأميركية: "لم أسمع أي شيء عن ذلك" في إشارة لإعلان روسيا ضم المدينة إلى أراضيها.
والجمعة، أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوما بضم أربع مناطق في أوكرانيا - بما في ذلك مقاطعة دونيتسك، التي تضم مسقط رأس خاركوفسكا، ليمان إلى روسيا بعد استفتاءات غير قانونية.
وقالت خاركوفسكا وهي تضحك: "أنا مصدومة. لم يخبرنا أحد بأي شيء" حول كيفية ضم المدينة لروسيا. وأضافت: "إنه أمر مضحك بالنسبة لي؛ لأنه يذكر بالقول: زوجوني بدوني".
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز" إن تحرير ليمان، وهي مركز سكك حديدية استراتيجي، ليس مجرد نصر عسكري مهم، ولكنه أيضا رمز قوي لقدرة أوكرانيا الشجاعة على إذلال عدو أكبر وأكثر قوة ظاهريا.
ووصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وقادة الدول الغربية ضم روسيا لأراض أوكرانية بأنها لا معنى لها وغير قانونية.
وسلط الاستيلاء السريع للجيش الأوكراني على ليمان في الساعات التي تلت خطاب بوتين الضوء على سيطرة الزعيم الروسي غير المستقرة على ما يسمى بالأراضي المضمومة. في انسحاب سريع ترك الروس ورائهم وثائق رسمية وعربات عسكرية وجثث جنودهم.
يقول محللون عسكريون أوكرانيون وغربيون إن الانسحاب يسلط الضوء على ضعف الجيش الروسي، لكنه ينذر أيضا بارتفاع خطر التصعيد.
وقد ترد روسيا بنشر آلاف الجنود المجندين حديثا أو استخدام ترسانتها النووية الأكبر في العالم.
وقال العقيد السابق في الجيش الأوكراني، سيرغي هرابسكي، إن استعادة ليمان جاء من خلال استراتيجية لمهاجمة الطرق والقرى المجاورة، وعدم الانخراط في قتال مباشر من أجل المدينة.
وأوضح هرابسكي أن "النجاح الرئيسي لعملية ليمان هو أننا تركنا وراءنا أي فكرة عن الهجوم المباشر". وأضاف أنها مسألة وقت فقط قبل أن تنفد الذخيرة والوقود من الجنود الروس في ليمان.
والأحد، جاب الجنود والشرطة الأوكرانيون الشوارع بحثا عن الروس. وسمع دوي انفجارات من حين لآخر عندما قامت فرق إزالة الألغام بتفجير ألغام أرضية. خلاف ذلك، بدت المدينة تحت السيطرة الأوكرانية الحازمة.
وكانت توجد أمام مكتب العمدة توجد كومة من الملصقات الدعائية الروسية. وداخل قاعة المدينة كانت هناك تعميمات توضح كيفية التقدم للحصول على تصاريح البناء تحت سلطة الاحتلال وأرقام الهواتف لطلب الحصول على معاش تقاعدي روسي، مما يشير إلى خطط البيروقراطيين الروس لترسيخ جذورهم.
وتناثرت نسخ من صحيفة تسمى "جمهورية دونيتسك حول الأرض"، إذ نشرت في 15 سبتمبر مقالا بعنوان "الدفاع عن جمهورية روسيا وحدودها"، ويبدو أنه يهدف إلى تهدئة القلق مع تقدم الهجوم الأوكراني المضاد.
وأوضح المقال أن "رئيس روسيا فلاديمير بوتين، أعلن أنه خلال العملية الخاصة، لن تفقد روسيا قوتها العسكرية وستدافع عن سيادتها".
وكشفت مخلفات الانسحاب الروسي وأعلام أوكرانيا الصفراء والزرقاء التي ترفرف فوقها، زيف مزاعم الصحيفة، فضلا عن أكاذيب الرئيس التي نقلتها عنها.
وقال مسؤولون أوكرانيون إنه بالإضافة إلى إزالة الألغام الأرضية، فإن الجهود الأولية لاستعادة السيطرة ستركز على التحقيق في جرائم الحرب وإصلاح مرافق الغاز والكهرباء.