"يونا" يدعو وكالات الأنباء لتكثيف التغطية الإعلامية لفلسطين
نبأ الأردن- دعا المنتدى الإعلامي "دور وكالات الأنباء في مساندة القضية الفلسطينية: التحديات والفرص" وكالات الأنباء في دول منظمة التعاون الإسلامي إلى تكثيف التغطية الإعلامية للقضية الفلسطينية، ونقل الخبر الفلسطيني من مصادره الأصلية.
جاء ذلك في توصيات المنتدى الافتراضي الذي عقده اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، الخميس، واستضاف فيه المشرف العام على الإعلام الرسمي في دولة فلسطين الوزير أحمد عساف، بمشاركة واسعة لممثلي وكالات الأنباء الأعضاء، والمنظمات الدولية، ودبلوماسيين، وإعلاميين.
وفي مستهل المنتدى، عبَّر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه عن شكره لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي على المبادرة إلى عقد هذا المنتدى، معرباً عن أمله في أن يمثل "بداية موفقة في مجال الدعم الإعلامي لفلسطين، يمكننا أن نبني عليها من أجل الحفاظ على هذه القضية العادلة متجذرة بقوة في ضمير الأمة الإسلامية، وجذب المزيد من الدعم وتأييد الرأي العام العالمي".
وأكد الأمين العام أنَّ المنظمة "تتابع باهتمام كبير الاعتداءات الإسرائيلية ضد المؤسسات الإعلامية، وأهمها اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفية شيرين أبو عاقلة الذي جاء في سياق اغتيالات أخرى، حيث استهدفت إسرائيل أكثر من 50 صحفياً فلسطينياً وأجنبياً منذ عام 2000 أثناء أدائهم لواجبهم".
وأضاف، أن هذا يمثل انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة ووسائل الإعلام، وهو جزء من السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى مصادرة الحقيقة وتكميم الأفواه، داعياً إلى ضمان الحماية اللازمة للصحفيين والإعلاميين خلال عملهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكشف، أن المنظمة تعمل على إعداد خطة مشتركة لدعم فلسطين في مجال الإعلام والاتصال، وتقديم الدعم اللازم للمؤسسات الفلسطينية من حيث التجهيز والإنتاج وتبادل البرامج الإعلامية والخبرات.
من جانبه، استعرض المشرف العام على الإعلام الرسمي في فلسطين، الوزير أحمد عسَّاف تاريخ القضية الفلسطينية ومراحلها، مشدداً على أنَّ هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى دعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك كونها قضية عادلة تدعمها جميع قرارات الشرعية الدولية، وكون الشعب الفلسطيني تعرض للظلم أكثر من غيره، والاحتلال الإسرائيلي هو الاحتلال الوحيد المتبقي في العالم، كما أنه من حق الشعب الفلسطيني تقرير المصير.
ونوه الوزير عساف بدعم منظمة التعاون الإسلامي وأجهزتها المختلفة للقضية الفلسطينية، كما نوه بدعم دولة مقر المنظمة المملكة العربية السعودية لقضية فلسطين، انطلاقاً من العلاقة الخاصة بين المملكة وفلسطين ودور السعودية التاريخي في مناصرة قضايا العالم الإسلامي.
وأوضح الوزير عساف، أنَّ نشر الأخبار عمَّا يجري في فلسطين أمر مهم، لكن المطلوب هو الحضور الدائم للقضية الفلسطينية في وسائل الإعلام لخلق حالة عامَّة من الوعي، وعدم الاكتفاء بمتابعة الأحداث اليومية، مشدداً على ضرورة مواجهة الرواية الإسرائيلية التي تروج لها إسرائيل وحلفاؤها عبر الإعلام بهدف خلق تاريخ مزيف، وتغيير الوقائع على الأرض.
ودعا جميع وكالات الأنباء في دول منظمة التعاون الإسلامي إلى إرسال مراسلين ومندوبين دائمين لها إلى فلسطين لصناعة أفلام وثائقية عن الأوضاع هناك، وكتابة قصص توثق معاناة الفلسطينيين، وما يقدمونه من إبداعات تثبت أنَّ الشعب الفلسطيني يحب الحياة، وأنه يسعى إلى الحرية وليس الموت.
وعبَّر الوزير عن استعداد دولة فلسطين بالتنسيق مع الاتحاد للعمل على إيجاد منظومة لتسهيل وجود الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية.
كما، أبدى استعداده للعمل على إيجاد منظومة للتبادل الإخباري في إطار الاتحاد تهتم بنشر أخبار فلسطين في جميع الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، وبمختلف اللغات.
وشدد الوزير عسَّاف على أنَّ عدم الموضوعية، وعدم الحياد في العمل الإعلامي يتمثلان في عدم دعم القضية الفلسطينية، وليس العكس.
ولفت الوزير عساف الانتباه إلى ظاهرة محاربة المحتوى الفلسطيني على المنصَّات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي بتحريض إسرائيلي، داعياً إلى إيصال رسالة واضحة وقوية لهذه المنصات بضرورة التزام الحياد، وعدم تقييد صفحات الإعلام الفلسطيني عندما تنشر عن الشهداء الفلسطينيين، فالحلُّ هو الضغط على إسرائيل لمنع ارتكاب هذه الجرائم، وليس الضغط لمنع النشر عنها.
كما دعا الوزير المنصات الرقمية إلى عدم الانحياز للرواية الإسرائيلية، والسماح لفلسطين ببث روايتها التي تنسجم مع القانون الدولي.
من جانبه، أكد المدير العام المكلف لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد بن عبدربه اليامي أنَّ الإعلام يضطلع بدور بالغ الأثر في تشكيل المفاهيم والتصورات وصياغة توجهات الرأي العام محلياً ودولياً تجاه القضايا المختلفة، ومن هنا تكمن أهميته في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لكشف الحقائق، وإيصال صوت الفلسطينيين، وقضيتهم العادلة إلى العالم.
ونوه اليامي في هذا الصدد بجهود مؤسسات الإعلام الرسمي في فلسطين وعلى رأسها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) التي تواصل بأعلى درجات المهنية والأمانة الصحفية توثيق تجاوزات الاحتلال من جانب، وإصرار الفلسطينيين على نيل حقوقهم التي كفلتها لهم الشرعية الدولية من جانب آخر.
وأوضح، أن تنظيم المنتدى يأتي في إطار تفعيل هذه القرارات لإحداث فرق حقيقي في تصور الرأي العام الدولي لفلسطين وقضيتها، مشيراً إلى في هذا الصدد إلى ما يتمتع به الاتحاد من إمكانات كبيرة في ظل التنوع الكبير للدول الأعضاء، وتوزعها جغرافياً عبر أربع قارات.
بدوره، أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير ماهر الكركي، أنَّ عقد المنتدى يمثل فرصة مهمة لتبادل الأفكار حول تعزيز العمل الإسلامي المشترك لدعم فلسطين والقدس الشريف خاصة في ظل ما يواجهه المسجد الأقصى من محاولات إسرائيلية لتهويده وتقسيمه زمانياً ومكانياً.
وشدد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية علي حسن في مداخلته على ضرورة أن تحرص وكالات الأنباء في الدول العربية والإسلامية على استقاء الأخبار الفلسطينية من مصادرها الأصلية، وهي المؤسسات الإعلامية الرسمية لفلسطين، والسلطات الفلسطينية.
وأوضح، أنَّ وكالة أنباء الشرق الأوسط تولي عناية خاصة للقضية الفلسطينية، وأنها خصصت مراسلاً مقيماً إلى جوار السلطة الفلسطينية لتزويد الوكالة بمعلومات يقينية وموثوقة.
كما شدد على ضرورة قيام وكالات الأنباء في الدول الإسلامية بالرد على الأكاذيب والشائعات التي يتم الترويج لها عن القضية الفلسطينية، وتوضيح الحقائق بالعودة إلى المصادر الموثوقة الرسمية في فلسطين.
من جانبه، أكد المتصرف المفوض لوكالة تونس أفريقيا للأنباء نبيل القرقابو أنَّ الوكالة أخذت على عاتقها أن تكون صوت فلسطين في مختلف المحطات التي مرَّ ويمر بها الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرداد حقوقه المشروعة.
ودعا إلى اعتماد سياسية تحريرية تستند إلى مفاهيم جديدة تساعد على مقاربة القضية الفلسطينية من وجهة نظر إنسانية، وحق إنساني تضمنه المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وأكد نائب مدير الإعلام المكلف بدائرة الإعلام المتعدد الوسائط بوكالة الأنباء الجزائرية عيسى رابية أنَّ الوكالة تسلط باستمرار الضوء على القضية الفلسطينية، وتهتم يومياً بمعاناة الشعب الفلسطيني من خلال تخصيص حيز كبير لها في محتواها الإخباري اليومي، مشيراً إلى أن الوكالة عملت أيضاً على تدريب صحفيين فلسطينيين.
وشدد مدير عام وكالة الأنباء الوطنية الصومالية إسماعيل مختار عمر على أن الوكالة مستعدة للمشاركة في مبادرات دعم القضية الفلسطينية العادلة، لافتاً إلى أنها تنشر بانتظام عن التطورات والأحداث في فلسطين.
ودعا نائب المدير العام للوكالة التشادية للأنباء والنشر خليل محمد إبراهيم إلى وضع آلية إعلامية لمتابعة الملفات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
من جانبه، قال مدير المشاريع في صندوق التضامن الإسلامي عبد الرازق محمد إن الصندوق قدم مليون دولار أميركي في دعم القطاع الإعلامي بفلسطين، مؤكداً أن الصندوق على استعداد لاستقبال طلبات الدعم من هذا القطاع، وتقديم مساهماته في حدود إمكانياته.