أ.د. احمد ملاعبة يكتب : التغييرات المناخية و توقع العصر الجليدي الصغير

{title}
نبأ الأردن -

تشير قياسات التغيرات المناخية والفلكية إلى أن هناك توقع بحدوث العصر الجليدي الصغير خلال عقدين من الان وسيكون انتشاره في مناطق محددة (عصر جليدي مناطقي لن يشمل كل مساحة الكرة الارضية).. حيث ستغزو تجمعات جليدية جديدة مساحات كبيرة في مناطق كازاخستان وسيبيريا وربما النرويج والسويد والمناطق الاسكندنافية وستزيد البرودة في القطب المتجمد الجنوبي بسبب قلة الماء (الذي يرفع درجة حرارة الماء كونه موصل ولكن ضعيف للكهرباء) وايضا بسبب منسوب الأرض المرتفع والصفائح الجليدية السمكية أعلى من ٣ الآلاف متر فوق منسوب سطح البحر.
ولابد من التركيز على أن هناك ٣ أسباب لحدوث عصر جليدي محدد وهي: ١- قلة عدد البقع الشمسية في الدورة القصيرة او الصغيرة للشمس مدتها ١١ سنة بدأت قبل عام و٢- حدوث تغير قليل في إتجاه محور الأرض و٣- زيادة تركيز الغازات الدفيئة .. في المقابل سيكون هناك إحترار في مناطق ما بين خط الاستواء والمدارات (السرطان والجدي) .. التوقع مبني إعتمادا على القياسات لتراكيز الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء إضافة إلى عدم وصول البقع الشمسية مصدر اللهيب والاشعاع إلى حدود ٢٢٠ بقعة لغاية الان اقل من ١٠٠ بقعة والدراسات الفلكية تؤكد إزاحة في محور الأرض تصل إلى أكثر من درجة ومتوقع وصولها إلى إزاحة ٥ درجات .. وتحول دوران الأرض من الدائري إلى البيضوي .. العصور الجليدية الكبيرة سجل حدوثها كل ١٠٠ الف عام يكون بعدها فترة حرارة إعتياديه تمتد إلى ١٠ الآلاف عام .. ولقد كانت آخر عصر جليدي قبل ١١ الف عام ولم يحدث العصر الجليدي الكبير رقم انقضاء الفترة الفاصلة بسبب ظاهرة الغازات الدفيئة والتي اخرت حدوث انخفاض شديد في درجات الحرارة وخصوصا ثاني أكسيد الكربون والذي ارتفع تركيزه إلى ٤١١ جزء في المليون وعادة يكون في معدلات حول ٢٠٠ جزء في المليون. الدورات الجليدية سجلت خلال ال ٣ ملايين سنة الاخيرة من عمر الأرض رغم وجود أدلة إلى أن اول عصر جليدي سجل قبل ٣ ملايين عام بين العصر الرباعي الذي نعيش فيه الان وامتد إلى العصر الثلاثي الاقدم. صحيح أن الأرض شهدت من ٥ عصور جلدية كبيرة قديما منها عصرين في حقبة ما قبل ظهور الحياة (من ٤،٦ مليار عام ولغاية ٥٤٠ مليون عام). ولكن ما يحدث الآن من تأثير ثنائي متناقض بين التغيرات المناخية والقياسات الفلكية قد ينذر بعصر جليدي محصور في تكدس الجليد في تجمعات كبيرة في المناطق التي تمت الإشارة إليها بداية المقال. وسنفرد مقال خاص عن التغييرات المتوقع حصولها في البلدان العربية.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير