ميسر السردية تكتب : مصايب.. ياتلحق يا ماتلحق…!!!
ثبتنا شاشة تلفزة كبيرة في الصالة الرئيسة للبيت في مكان نستطيع مشاهدتها ونحن في الصالة أو مكان سفرة الطعام والمطبخ وأثناء التجوال في الممر أيضا.. مضى معظم اليوم في دوزنة الشاشة، أقف هناك، مبينه الصورة، لا.. زيح شوي شمال تكون أوضح، أيون هيك.. ممتاز الوضوح لوز.. خلص لاتحرك.. ثبتها كويس.
لاحقا علقنا شاشة أخرى في غرفة النوم رغم نصائح اهل الإختصاص، نفس، اجتماع، طب، بضرورة خلو مطرح النوم من المؤثرات السمعية والبصرية للحصول على نوم هادئ وعدم التوتر والقلق، لكن محال، فنحن نخشى أن تفوتنا مصيبة، كارثة، لهدة بال، حتى أثناء مغالبة النعاس… كيف ارفعها أكثر، لا.. حركها شوي منشان اذا قلبت على جنب اليمين تعكس الصورة بالمراية…بلكن نقزت نص الليل من كابوس.. تفتح التلفزيون أو الهاتف، تتفرج على كابوس آخر.. ثم قد تغط في نومك أكثر عمقا، على أساس أن كابوس أشوى من كابوس… ممتاز ممتاز.
الأمر ليس كافيا، شاشة الصالة منحرفة بعض الشيء، لا تبث بالتفصيل كما مواقع التواصل الاجتماعي المباشرة، حز رقبة ،فقأ عين، تقطيع أوصال جسد، مضغ كبد، طعنة ظهر، رشة رصاص في الرأس، ذلك احتاج منا الإشتراك في الإنترنت لتثبيت الهاتف أثناء الطبخ أو تفقد الزريعة في البلكونة، بغية الوقوف على الجريمة خطوة بخطوة… لقد اشبعنا حد التخمة، لكننا مازلنا نطارد أصغر حدث وابسط فضيحة لنعيشها بحذافيرها وكأننا جزءا من أطرافها….. كل أمنياتي لو تمنحنا الدنيا شهر عطوة.. كي نلتقط الأنفاس ونستريح بعض الوقت.. ونعود بذات الحماس، اللقمة بيد وباليد الأخرى نُقلّب بحثا عن جديد المصايب التي باتت علامة فارقة للزمن الخائب .

























