د. ماجد الخواجا يكتب..شكر الناس واجب على الناس

{title}
نبأ الأردن -





إلى مدير عام مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري





د. ماجد الخواجا





        نقل لي أحد الزملاء ملاحظة تتعلق بأن غالبية المؤسسات التمويلية والإقراضية قامت بالأخذ بالتوجيهات الملكية في تأجيل الأقساط المترتبة على المواطنين المستفيدين منها عن شهر حزيران تسهيلاً للمواطنين مع متطلبات عيد الأضحى المبارك القادم. باستثناء مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري، وبالفعل ودون أن أعلم من هو / هي المدير العام لهذه المؤسسة، قمت بالاتصال عبر الهاتف الأرضي وطلبت أن أتواصل مع المدير العام، حيث فهمت أنها مديرة وهي المهندسة جمانة العطيات، ونقلت الملاحظة إلى مكتبها بسبب ارتباطها في اجتماع، وتركت رقم هاتفي لدى المكتب لغايات التواصل، ولم يتم التواصل بيني وبين المديرة في اليوم الأول، لكنها في اليوم التالي حادثتني وهي تقول أنها بعد أن وصلتها الملاحظة فقد دعت لاجتماع عاجل لديها وتم مناقشة تأجيل الأقساط للمستفيدين من مشاريع أراضي وإسكانات المؤسسة، وأنه تم رفع القرار لرئيس مجلس الإدارة حسب الأصول لغايات تنفيذه.





     هنا ينتهي الخبر، لكن أيضاً هنا يبدأ واجب التقدير والشكر، أنا شخصياً لا أعرف المؤسسة ولا إدارتها، لكنني من تجربة بسيطة استطعت فيها أن أتحمل واجب تقديم الشكر لمن يستحقه، وأعني المسؤول الذي يدرك بحاسته الإنسانية قبل كل شيء احتياجات وأولويات تفوق كثيراً مجرد الالتزام بالتعليمات النافذة.





      نريد في كل مواقع المسؤولية أشخاصاً قريبين من الحس الشعبي العام، من الوجع والحلم والواقع المعاش، لم يعد مهماً كثيراً تلك العروض التقديمية زاهية الألوان التي تتحدث بالأرقام الجافة الجامدة، بل المهم هو شعور المواطن أنه الأولوية والهدف والغاية الأولى في كافة الرؤى والرسالات والإستراتيجيات الموضوعة للوزارات والهيئات والمؤسسات العامة والخاصة ايضاً. إن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد حبرٍ على ورق يعلّق فوق جدران المكاتب. بل هي سلوكات معاشة يلمسها المواطن عند قيامه بأية معاملة له مع تلك الجهة.





حين نسمع ترديد كلمات من قبيل أن هذا المسؤول يشبهنا، فالمقصود ليس الشبه البيولوجي، لكنه الشبه في الواقع والوجع والحلم، شبه لا يشعر فيه أو معه المواطن بأية غربة أو حيرة أو عدم وضوح.





    إن الإصلاح الإداري الذي نرنو إليه، يبدأ من هنا، من كيف ينظر الموظف/ المسؤول للمواطن، وكيف يرى ما يقدمه له إن كان واجباً وخدمةً وحقاً للمواطن، أم أنه يرى ذلك امتيازاً ومكاسب خاصة به.





   فقط هي من باب واجب الشكر والتنويه بأن يصبح المشهد الوظيفي العام عبارة عن أبواب لتقديم الخدمات للمواطنين، لا إقطاعيات وتنفيعات ومحسوبيات يتم منحها لهذا وحرمان ذاك منها.





اسمحوا لي أن أتقدم بموصول الشكر للمهندسة جمانة العطيات، واسمحوا لي أن أرى فيها أنموذجاً يمكن أن يحتذى في الوظيفة العامة ليصبح نوعاً من الثقافة التنظيمية لدينا. شكراً جمانة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير