د. موفق محادين يكتب : انها اربد يا وزارة الثقافة
سقوط اخر لمشاريع المدن الثقافية في الاردن: مستوى هابط ، جملة وتفصيلا ، تنفيعات وسيطرة للمتزلفين واكثرهم من اشباه المثقفين وحضور دائم في هذه المشاريع لموظفين نافذين من المفترض ان يتحسسوا رؤوسهم كلما سمعوا بكلمة مثقف، واعني المثقف الحقيقي .
واذا كان السقوط السابق لهذه المشاريع مسجلا بشهادات وفاة محلية لم تعمم الفضيحة خارج نطاق البلديات والمحافظات، فإن فضيحة اربد، مدوية ومسجلة هذه المرة بشهادات عربية ، فيا وجعك يا اربد، من افتتاح هزيل شكلا ومضمونا الى ما يقال في الكواليس عن اقتسام شاة علقت من عرقوبها في غنيمة الشمال.
ومن قبل ومن بعد ، تبقى اربد عصية على الاغتيال الثقافي ، كيف لا وهي :
ارابيلا، الديكابولوس، السيوف عندما خرجت من اغمادها مرات ومرات في وادي اليرموك واكناف الوادي، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.
اهراء روما ، كرمة الشام، جند الاردن عندما مر على الاندلس مع عبد الرحمن ورمى ظله هناك فكانت ملقا منذ ذلك الحين وحتى هذه الايام.
اربد ، جدارا، الشاعر الاعظم في زمانه، ارابيوس وقد كتب على مرقده قبل ان يموت : ايها المار من هنا كما انت اليوم ، كنت انا .
جدارا ، نافذة الروح على طبريا و الجولان، واول الحبر في كتاب الاردن الحديث
اربد، الكتاب الراحلون: اسد محمد قاسم، خالد ابو خالد، رأفت العزام، محمود عبيدات، ابراهيم الخطيب واديب عباسي وغيرهم .
اربد ، عرار يعزل نفسه في مكتب عنبر في الشام وكوخ الندامى ووادي الشتا ويتعلم الفارسية ليقرأ رباعيات الخيام .
اربد، صبحي ابو غنيمة ونجيب البطاينة في جيش المختار ، وكايد المفلح العبيدات في سمخ، وشركاء الدم والبطولة في ميسلون ، ومحمود الروسان والهنداوي والعزام وناصر الفواز الزعبي وسليمان السودي وكليب الشريدة وارشيدات والخزاعي والعجلوني وعلي خلقي والهربيد وزياد الشطناوي وحقي الخصاونة وعبد الله التل وسليم الزعبي وحمد الفرحان ومحمد الحموري ونبيه معمر ومنيب عماري وجورج حداد وابو الشعر وتوفيق النمري .
اربد، المخيم يدا بيد مع نار القرى والتلال على مرمى حجر من فلسطين .
اربد، القمح والرمان والتين والزيتون
اربد، الرمثاوية، فلاحين و زعبية، الدبكة والكونة والعازفون والمغامرة خلف البحار وترويض الكرة مثل ترويض النار فالكأس على الدوار.

























