هاشم المجالي يكتب: ما بين شارع السلط والدوار السادس نهج شهادة
خير القول نبدأ به قول الله تعالى ،،إنا لله وإنا إليه راجعون ،، واللهم اجرنا بمصيبتنا وارحم امواتنا والهمنا الصبر والسلوان .
عندما استشهد الشهيد جمال بن عطيوي المجالي( والد المرحوم سعد) في حادثة إنفجار مبنى الرئاسة مع الشهيد هزاع المجالي في شارع السلط ، جمال الذي كان شيخ مشايخ الكرك فعلا وقولا، وكان يسكن في مدينة الربة حيث قدِم في ذلك اليوم إلى عمان عند ابن أخيه دولة هزاع من أجل قضاء الحاجات لمن كانوا يحتاجون أو يلجئون اليه لمظلمة إصابتهم .
المرحوم جمال غادر وهو في سن الأربعينات وترك خلفه أبناء وبنات كثر، كان خبر استشهاد المرحوم جمال في حادثة الرئاسة هو الأكثر حزنا وألما عند أبناء الكرك حتى من استشهاد المرحوم هزاع نفسه ، لأن الشيخ جمال كان بيته مفتوح للثكلى واليتامى وكان فكاك نشب وكاسبا للنوماس ومنقعا للدم ، الشيخ جمال كانت قهوته ودلاله دائما ساخنة ونارها لا تنطفي أبدا.
جمال الذي لم يكن موظفا أو يتلقى راتبا ولكنه كان شيخا بعزوةٍ اختارته كل العشائر في الكرك لأنه كان شريفا و كريما ومقداما وحكيما .
وهذا الشبل من ذاك الأسد فالمرحومان سعد بن جمال عليهما رحمة الله تعالى كانا من أبناء القرية التي أنضم كل ابنائها فيها للعمل الفدائي مع الفصائل الفلسطينية بعد نكبة حرب 1967 ، فكان الفصائل الفلسطينية والفدائية تتغذى بالدعم البشري والمادي والمعنوي من أبناء الكرك وخصوصا من عائلة المجالية التي كانت أول من قدمت الشهداء على أسوار القدس من خلال الشهيد الشيخ اسماعيل الشوفي المجاليه الذي تم شنقه من قبل البريطانيين والصهاينة لمواقفة النضالية ، ولا ننسى ايضا المرحوم المشير حابس المجاليه الذي حارب في اللطرون والقدس ورفض أوامر كلوب باشا بالإستسلام ورميّ البندقية حيث قال ابيات من الشعر في ذلك الحدث :
ما اريد انا هدنةً يا كلوب
….خل البواريد رجّاده
بيوم قيظ بحرّ الشوب
….والنار بالجو وقّاده
خلهم يحسبوا لنا محسوب
….إنا على الموت ورّاده
صهيون اترك لنا المغصوب
…وابعد عن القدس وبلاده
النصر من الله لنا مكتوب
….والخوف ماهو لنا عاده
وكان شعار الجنود الاردنيون في المعركه ( المنية و لا الدنية )
الشهيد المناضل سعد كان نِتاج تربية أسرة وعشيرة وقرية ومحافظة كانت ولا زالت على أتم الإستعداد أن تقدم الغالي والنفيس لأجل فلسطين الحبيبة وشعبها المناضل ، لقد كان المرحوم سعد شقيق المرحوم النائب السابق عطيوي المجالي الذي كان قد ترأس لجنة فلسطين النيابية، وكان محط زيارة في كل جولة للمرحوم الشهيد الزعيم الرمز ياسر عرفات عليهم رحمة الله تعالى ، فكان المرحوم ابو عمار يحب المرحوم سعد وشقيقة عطيوي لدرجة انه اذا لم يزورهم في منزلهم كان يطلب منهم الحضور إلى مكان إقامته لمشاهدتهم والسلام عليهم في وقت كان التواصل فيه مع القيادة الفلسطينية شبه محرما .
وأخيرا فإن المرحوم سعد كان في حياته مناضلا لأجل القضية الفلسطينية وسيبقى بعد وفاته كذلك رمزا من رموز الوحدة الروحية والوجدانية والجغرافية من بين فلسطين وعشائرها وترابها مع الشعب الأردني وتاريخه وعشائره وكل مكوناته.
رحم الله الشهداء الذين قضوا سواء أن كانوا بأرض المعارك أو كانوا مناضلين بالفكر والقلم ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحظون بالشهادة على تحرير فلسطين ونكون أحد شهدائها.

























