ميسر السردية تكتب : ذاكرة عروس

{title}
نبأ الأردن -

لا أدري كيف تأتيك ذاكرة الأشياء بعض الأحيان، خلال تفرجي على صور حفل زفاف حديث في فندق ضخم، نبزت لذاكراتي أحاديث سابقة استفسرت فيها من نساء من زمن تولى رحمهن الله عن طريقة زفافهن آنذاك.
حدثتني الأولى أنها عرفت بإسم العريس، كان يزهي الأرض التي يمشي عليها.. لو شفتي هيبة الشراشب الحمر.. .. اشتروا لي ثوبا من نوع يسمى صباغ الحديد، مامعنى هذا الأسم؟ معناه أن قماشه يصبغ على الجلد فيحوله كأنه لون الصدأ، قد يكون رخيص الثمن جدا… يعني لم ترتدي الثوب الأبيض؟ لا لا.. حتى أنهم نسيوا شراء حذاء لي، إذن لم تذهبي معهم لشراء جهازك؟ لا لا.. وكيف عالجتوا أمر الحذاء؟.. عادي.. قالوا المدينة بعيدة ولن نستطيع الذهاب مرة أخرى، وزفوني حافية.. كيف وافقت على ذلك؟.. شو أساوي.. مهو كمان بيت العريس مش بعيد كثير.. بطرف العرب.
حدثتني الثانية، التي تزوجت في ظروف متطورة بعض الشيء، حيث تمت زفتها بسيارة بك آب، عندما شدتني إحدى النساء اللواتي جئن لاصطحابي من قبل أهل العريس، لاصت قدمي بعقف السيارة فسقطت فردة حذائي، ماذا فعلت؟ رحت أبكي والسيارة تبتعد عن الحذاء، لم يستمعن لي الزفافات، لقد أعتقدن أن سبب بكائي فراق الأهل، فرحن يعذلن ويطيبن خاطري.. هذه حال الدنيا.. بنات الشرق للغرب.. كلنا تركنا بيوت أهلنا.. بارك الله في بيت طلع منه بيت… أذهبت نصف حافية؟. لا.. عندما انتبهن للقصة أعطتني إحداهن كندرتها، كانت كندرة محرزة، من نوع عصفور، عمرك شفتي كنادر العصفور؟! بس شو بدو يشوف جيلك إلهن……. شفت.. شفت يا حجة كنادر من نوع ما شفتيه طول حياتك…
***بعد إنتهاء العرس.. جاءت المرأة واستعادت الكندرة.. يا الله ماقصرت ع كل حال.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير