بحضور سياسي "متنوع" .. حزب جبهة العمل الإسلامي يعقد مؤتمره العام السادس
د. ماجد الخواجا - المحرر العام / نبأ الأردن -
عقد حزب جبهة العمل الإسلامي المؤتمر العام السادس للحزب في وسط العاصمة عمان في قاعات جبري المركزية ، حيث قام الحزب بدعوة السياسيين والحزبيين والإعلاميين والمثقفين إضافة إلى أعضاء الحزب لحضور المؤتمر العام.
ووسط حضور لافت وكبير أعلن الحزب عن افتتاح مؤتمره العام أمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، حيث بدأ المؤتمر أعماله بكلمة لرئيس مجلس شورى الحزب، تلاه كلمة لأمين عام الحزب، وألقى وزير الإعلام الأسبق الصحفي طاهر العدوان كلمة، بعدها تم عرض مشروع للحزب بعنوان رؤية الأردن 2030، والتي تضمنت عديد من الاستراتيجيات والمبادرات والمشاريع بحيث تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة العالمية السبعة عشر وبما يلائم الواقع الأردني وتحقق التنمية الاقتصادية المستقرة والمتوازنة والمستدامة وتحقق العدالة الاجتماعية والعمل على الاصلاح التشريعي والقانوني والاصلاح السياسي مع الاعلاء من شأن الحوكمة والنزاهة والشفافية في القطاع العام والشراكة الحقيقية الملموسة بين القطاعين العام والخاص. هذه التنمية تتطلب أن يقود أبناء المجتمع مركبة القيادة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لا أن يجلسوا في المقاعد الخلفية تاركين القيادة لغيرهم. إن المشروع يقوم على 17 محوراً و 90 هدفاً استراتيجياً و 318 مبادرة و 112 مشروعاً. وتتحدث الرؤية عن زيادة في المعدل السنوي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.7% وانخفاض معدلات البطالة بنسبة 28%، ومعدل نمو سنوي إضافة للتضخم بنسبة 1.12% وارتفاع معدلات الاستثمار بنسبة 250% وانخفاض نسبة الفقر 50% من الواقع الحالي له. وارتفاع قيمة الصادرات 300%، ووقف مستويات الدين العام خلال السنوات الثلاث الأولى، وتصفير العجز في الموازنة العامة قبل المنح، وتخفيض رصيد الدين العام بنسبة 2% سنوياً بدءاً من السنة الرابعة، وارتفاع حجم الإنتاج في كافة القطاعات الاقتصادية بنسبة 175%، وارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 400%.
هذا هو الملخص التنفيذي لمشروع حزب جبهة العمل الإسلامي بعنوان رؤية الأردن 2032 والتي تجيء استكمالاً للإستراتيجية التي وضعها الحزب عام 2014.
لقد قدمت جبهة العمل الإسلامي مشهداً حزبياً مهنياً ديمقراطياً بشكل يؤكد على أن الحزب يدرك تماماً معنى أن تكون حزباً أردنياً بالدرجة الأولى، كما أنه قدم صورة زاهية للشفافية الحزبية عبر دعوة المئات من الضيوف لحضور فعاليات المؤتمر العام الذي يأتي في ختام الانتخابات الفرعية على مستوى المحافظات والتي شهد لها من تابعها بأنها جرت في أجواء حقيقية من الديمقراطية الحزبية.
إن مشروع جبهة العمل الإسلامي الذي اعتقد الكثيرون أنه سيكون مكتظاً بالشعارات الدينية والمواعظ والنصح، لكنهم فوجئوا بدرجة الاحترافية والتخصصية في تقديم مشروع رؤية وطنية موضوعية قابل للتطبيق والحوار الداخلي عليه.
إن حضور شخصيات من مختلف الأطياف الفكرية والحزبية والسياسية والإعلامية للمؤتمر العام السادس، يدلل على رغبة جبهة العمل الواضحة في التنسيق والتعاون مع مختلق القوى الفاعلة في المشهد الحزبي والسياسي والاقتصادي في الأردن.
لم نستمع لهتافات حنجورية أو صرخات تردد شعارات غامضة فضفاضة، بل استمعنا لأصواتٍ رزينة مفعمة بالحنكة والحكمة التي جعلت كل الحضور يضجون إعجاباً وتصفيقاً لما يقدم على منبر الجبهة ومؤتمرها العام.
إن هذا المؤتمر يمكن القول أنه نقطة تحول إيجابية في فهم ووعي ورؤى جبهة العمل الإسلامي، وهي تقدم أنموذجاً حزبياً ناضجاً راقياً ووطنياً لا لبس فيه ولا تتخلله شوائب.
حين تشاهد من الحضور سياسيين مخضرمين أمثال حمدي الطباع وحازم قشوع ومازن الساكت النائب الأول لرئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، وأمناء أحزاب وسطية ويسارية ومحافظة ، ووزير أسبق شاب مثل طارق الحموري واكاديمي رفيع المستوى مثل خليف الطراونة وغازي ربابعة وإعلامي رفيع مثل طاهر العدوان وناشط سياسي ناقد مثل خالد المجالي وماجد الخواجا وحمود الحجاج ، إضافة لثلةٍ كبيرةٍ من مختلف الأطياف السياسية. هؤلاء كلهم شاهدوا ولمسوا كيف أن جبهة العمل الإسلامي استطاعت أن تلتقط البوصلة والاتجاه وتعيد تشكيل التطلعات والأهداف لتتساوق ما بين الأولوية الوطنية التي لا تنفصم عراها بين الأردن وفلسطين، والولويات الأخرى التي تأتي في المراتب التالية.
نستطيع القول أن حزب جبهة العمل الإسلامي رغم كل التحديات والصعاب والعراقيل التي وضعت أمامه، إلا أنه استطاع الصمود والثبات لا بل والمبادرة والريادة في تقديم صورة زاهية عبر انتخاباته الداخلية وزيادة عديد العضوية بنسبة 25% خلال العام الفائت، وتقديم مشهداً للعلانية في العمل الحزبي عبر المؤتمر العام السادس.
إن الحياة الحزبية في الأردن ينبغي لها أن تعمل على نسق ما جرى اليوم في مؤتمر جبهة العمل الإسلامي، حينها سنشاهد حياة حزبية قوية وحقيقية تدعم المشهد السياسي العام وتنشيطه وزيادة حيويته.
ربما ستتوقف وزارة التنمية السياسية والهيئة المستقلة للانتخابات طويلا طويلا من اجل تحليل واستيعاب ما قامت بهد جبهة العمل الإسلامي هذا اليوم في مؤتمرها العام.
























