شبكة شباب النهضة تبحث مع ممثلي المؤسسات الشبابية تعزيز التنسيق فيما بينها
نبأ الأردن-لايمكن الحديث عن تنمية قدرات الشباب وفهم احتياجاتهم وتحدياتهم، دون الاهتمام بالمنظمات الشبابية والمبادرات والمشاريع التي تعنى بتعزيز وتمكين دور الشباب في كل القطاعات، في ظل ما تواجهه هذه المنظمات من تحديات مادية ولوجستية وتنسيقية كبيرة على الساحتين الأردنية والعربية.
ومن ضرورة أن يكون هناك مبادرات تعطي مساحةً للحوار بين هذه المؤسسات وقياس الأثر لهذه الجهود، وصولاً لتوثيق إنجازاتها لتكون مخرجات جهودها في صلب عملية صناعة القرار بما يخص الشأن الشابي وعدم إغفال أصواتهم.
جاء اللقاء التنسيقي الذي دعت إليه شبكة شباب النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، يوم الثلاثاء 17 أيار/ مايو 2022، والذي ضم جهات فاعلة ومؤسسات وطنية ودولية وجهات رسمية ومبادرات مجتمعية عدة، كـ:(هيئة شباب كلنا الأردن، أنا أتعلم، شبكة نايا، جمعية القنطرة، مساحة ليوان، جائزة الحسن للشباب، مساحة زوايا، جمعية ليوان، المعهد الهولندي للديمقراطية متعددة الأحزاب، جمعية تحفيز للريادة والتطوير، طمي لتنمية الموارد البشرية، أنا أتجرأ للتنمية المستدامة، مؤسسة خطوات، لجنة الإنقاذ الدولية).
تضافر جهود تلك المؤسسات الداعمة للقطاع الشبابي وتبادل الخبرات فيما بينها والاطلاع على المبادرات والمشاريع القائمة في المملكة، كانت المحور الرئيسي للقاء هذه الجهات، والذين أجمعوا على أن "يكون هناك خطوات قادمة محفزة أكثر للتواصل والالتقاء بين الشباب والقطاعات الداعمة لهم".
وبين المشاركون أن احتضان الشباب بحاجة لمؤسسات فاعلة وقوية، تعلي صوت الشباب وتعكس روحه العالية في البناء، مع أهمية إبراز هوية وبصمة الشباب المميزة في مناحي الحياة كافة، والتركيز على المهارات الرقمية لديهم، بالإضافة إلى استمرارية عقد مثل هذه اللقاءات التنسيقية لتعزيز الأثر المنشود.
وأكدوا أن هناك تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية كثيرة تواجه المنظمات الشبابية، الأمر الذي يستدعي تشارك المعرفة معهم وإتاحة الفرص أمامهم ليكون هناك أثر واضح للتغيير الذي ينشدوه على أرض الواقع.
وذهب المشاركون إلى وجود مشكلة تتعلق بـ"قلة التنسيق" بين المؤسسات التي تدعم الشباب والمؤسسات المدنية المحلية، فضلاً عن تكرار الأنشطة والمشاريع الداعمة للشباب والتي تكون في أكثرها غير جاذبة للشباب ولا تحقق الأثر المطلوب.
لافتين الانتباه إلى تكرار الوجوه الشبابية في الأنشطة والفعاليات التي تنفذها القطاعات الداعمة، هو ما جعل من هذا اللقاء "فرصة حقيقية" للالتقاء والتشاور حول مدى ضرورة تعميم هذه المبادرات والأنشطة لأبناء المحافظات والمجتمعات الأقل رعاية.
وبما يتعلق بدور الشباب الريادي، خلص المشاركين إلى ضرورة تجهيز الشباب لسوق العمل من خلال توفير فرص تدريبية وتشبيكهم مع المؤسسات، وتكاتف جميع الجهود الرسمية والخاصة من أجل دعمهم وتشجيعهم والأخذ بأيديهم، إيماناً بدورهم الفاعل وقدرتهم على العطاء، مع الاستثمار في إسهامات الشباب الفكرية والعلمية والعملية والإنتاجية، كما في خبراتهم واختصاصاتهم.
آن الأوان للنظر لأوضاع المؤسسات الشبابية كحاضنة لهذه لأفكار وتوجهات الشباب، وتوفير كافة أشكال الدعم والتمويل والتدريب لضمان استمرارها واستقراراها، خصوصاً أن هناك العديد من المعيقات تواجهها ويجب تخطيها، مع تأكيد ضرورة متابعة وتقييم عمل المؤسسات لضمان الحصول على نتائج أفضل في تنفيذ المشاريع، ما يؤدي إلى استمرارية العمل مع الممولين والمنظمات الدولية.
في المحصلة، فإن المؤسسات التي تعنى بالشأن الشبابي كثيرة ومتباينة في قدراتها وتمتد في كل المحافظات وهناك ما يجمعها، لذا قد تسهم هذه اللقاءات الدورية بوضع رؤية مشتركة لتصويب الأوضاع خاصة مع الجهات الرسمية والمانحين، وتفعيل محلية هذه الجهود من قبل المؤسسات الدولية، إذ لا يزال المجتمع المدني بشقيه الدولي والمحلي يعاني من تحديات التنسيق والاستدامة والمأسسة والتشريعات الناظمة لهذا القطاع.