حمادة فراعنة يكتب..من يُحاسب من؟

{title}
نبأ الأردن -

نبا الاردن





في مثل هذا اليوم من العام 1990. تعرض العراق للغزو والاحتلال بمبادرة من الولايات المتحدة الاميركية بحجة: 1- وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق، 2- وجود علاقات وتنسيق وتعاون بين العراق وقاعدة أسامة بن لادن.
وثبت عدم صحة الحُجتين، وقد قال ذلك جورج تينت مدير المخابرات المركزية الأميركية CIA في كتابه "في قلب العاصفة"، وأثبت أن إدارة الرئيس بوش كانت مضللة، وتم ذلك بتحريض من قبل المستعمرة، وغباء استراتيجي من أطراف عربية، وخطيئة اجتياح الكويت من قبل العراق.
التحريض الإسرائيلي هو الأساس بهدف واضح هو تدمير كل ما هو عربي من العراق وسوريا وليبيا واليمن، واستنزاف قدرات الخليجيين المالية، وإضعاف حضور العرب السياسي على المستوى الدولي، كمجموعة عربية لديها مصالح متشابكة موحدة، وحصيلة ذلك تحكم الأطراف الثلاثة: 1- المستعمرة، 2- تركيا، 3- إيران بالشرق العربي، وفرض التطبيع المجاني مع المستعمرة بدون انسحاب من الاراضي الفلسطينية والسوري واللبنانية، والأولوية للعلاقات مع الأطراف الثلاثة على حساب كرامة العرب ومصالحهم.
الذين يخشون المستعمرة وتركيا وإيران، هم الذين ساهموا وعملوا على تسهيل احتلال العراق وتدميره، وإخضاعه للحصار، وإسقاط نظامه القومي، باستثناء الأردن، نعم باستثناء رفض التورط بأي عمل يُسهم في تدمير العراق وإخضاعه واحتلاله.
نتباهى ونفتخر أن الراحل الملك حسين رفض المشاركة في حفر الباطن، وسمعتها منه مباشرة حينما كانت القمة الرباعية في بغداد: العراق، الأردن، اليمن وفلسطين يوم 4/12/1990، حينما قال لنا في الطائرة: "لن نشارك في ذبح العراق"، وحذّر في حينه أن العراق مقبل على المجهول، وقال كلمته "يا خسارة راح العراق" بسبب عناد الرئيس الراحل بعدم الانسحاب من الكويت قبل فوات الأوان، ولكن في النهاية تم تدمير العراق وتفكيك تماسكه، وتجويعه لأسباب غير وجيهة، غير منطقية، غير صحيحة، فمن ذا الذي سيدفع ثمن هذه الجرائم التي قارفتها الولايات المتحدة مع أوروبا، وبتحريض إسرائيلي مباشر.
لقد غيرت نتائج تدمير العراق خارطة المنطقة العربية سياسياً، تحتاج لعشرات السنين حتى يتم ردمها، واستعادة دورنا كعرب لنا تاريخ وتراث وكرامة، فمن ذا الذي يفعل ذلك في غياب قادة أمثال : الملك حسين، وصدام حسين وجمال عبدالناصر وياسر عرفات؟ فعلاً نفتقدهم في ذروة الإنحسار والتراجع والهزيمة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير