علا الشربجي تكتب : ماذا يملك النواب ..؟!

{title}
نبأ الأردن -

ماذا يملك النواب من طرح جديد و فكر جديد ليطالبوا بإيقاف قانون الدفاع و العودة الى الحياة الديمقراطية !!
هل حصرت الديمقراطية في الاردن داخل صندوق و تعرت تحت قبة البرلمان ؟؟
وهل نحن بدفاع عن قانون انهار فيه الاقتصاد أم خيار الرمد ارحم من العمى ؟؟





في بلد جيوستهلاكي يطالب فيه النواب بحقهم في ممارسة الديمقراطية و الغاء قانون الدفاع ، ليتسنى لذلك المجلس ان يباشر عمله مع مخضرمين في العمل السياسي مقابل مستجدين تاهوا في أروقة القوانين و العمل السياسي ، اذ ظن بعضهم أن كرسي البرلمان اقتصر على النمرة الحمراء و الراتب و حصانة يتبجح بها نائب مراهق ..





سواء كان مخضرما أم طفلا سياسيا ، وجب عليه فهم جوهر الديمقراطية العميقة التي تحكيها طبيعة الحياة في الاردن ، هذا الفهم سيكون المفتاح الاولي كممارسة يومية تقود الى التغيير ، اذ لا يكفي ان يفهم المسؤول مشكلة البلد بل الاداة الاساسية في الديمقراطية ان يفهم المشكلة و يتعامل معها ليجد الحلول ..





سنة 2020 كانت سنة طاحنه صعبة ، ستُرحّل مشاكلها لسنة 2021 لترثها بحمل ثقيل حتى على دهاقنة السياسة .. فما بالك في من كان الحبوُ أولى خطواته ؟؟!!
قد يتبادر الى ذهنك ان تسألني : هل يكمن الحل السحري في الديمقراطية ؟ ذلك المصطلح الذي يكتب على الورق و يرن تحت القبة بينما تعريه جدلية التطبيق ؟؟
ان كان ملخص الجدال حول المعنى الحقيقي للديمقراطية في الاردن يتلخص في حق الفرد و المجتمع معا في الحرية و المساواة و العيش الكريم و الحق في التعبير و التوزيع العادل للفرص ، عندها سنبدأ بالنهوض .





اذا .. لا مكان للحلول السحرية في مكان الكل يراقب فيه الخطوات و ينتظر العثرات لينقض على اي نائب استهوته المغامرة السياسية
خوفا من ان يصبح نائب اليوم نابليون الاردن غدا ، عندما اصبح نابليون منفيا و لا أمل له بالعودة ، قال كلمته المشهوره : "لا أحد سواي مسؤول عن نكبتي ،فقد كنت وحدي ألد عدو لنفسي و المسبب في مصيري "
فما المطلوب من النائب كي يتفادى جلدا شعبيا لا يقل عن جلد كفار قريش لحباب بن الارت !
مطلوب بل مفروض بناء فكري يعزز بنهج متين يُؤْمِن و يسعى و ينفذ





اولا :
تشاركية البناء مع الشعب و المنظومة الاعلامية المسؤولة





ثانيا :
ايمان النائب ان المحاسبة و المراقبة و النقد لا يعني التهجم على بنية الدولة





ثالثا :
الانسلاخ من نمطية التفكير ..فالحلول التقليدية لا يمكن ان تنهض ببلد جيوستهلاكي مثقل بالديون
جيوستهلاكي تعني : دول مستهلكة شحيحة الموارد ،تفتعل فيها الأزمات حاليا الى ان يحين موعد توظيفها لخدمة المحاور الكبرى العالميه .
الاردن بحاجة الى خلق سبل جديدة تضمن انعاش السياحة الداخلية و تدفق الاموال و الابتعاد عن المثاليات الكاذبه التي ينسلخ منها بعضهم لمجرد دخوله الى الاراضي الجورجية أو القبرصية ، لكنه لا يكف عن خطبه المثالية امام عدساتنا .





رابعا :
قراءة دقيقة للخارطة الجغرافية السياسية التي ستؤثر على المنطقة اذ لا بد من الاعتراف ان قوانين اللعبة القادمة تغيرت و الثقل السياسي و الاقتصادي للاردن لم يعد كما كان نتيجة تغيير لاعبي الساحة ، لذلك اللعب على القوى الامنية قد يكون الخيار الاسلم حيث يجب ان تصل الرسالة الى ان امن الاردن من امن المنطقة و امن المنطقة لن يتم الا اذا كان الاردن مستقرا سياسيا و اقتصاديا .
" لا سلام و لا أمان للجميع إلا باستقرار الأردن سياسيا و اقتصاديا " .





خامسا :
شخصيات نيابية قادرة على محاكاة فكر المواطن دون اللعب على عواطفه و استجداء وطنيته ..لا خطابات و لا شعارات رنانة و لا صفقات من تحت الطاولة .. و لا استغلال للقضية الفلسطينية و لاخواننا من الشعب الفلسطيني ،
إياك ان تتكئ على قضايا المنطقة دون طرح حلول فكرية قابلة للتنفيذ .. لتعلم عزيزي النائب بناء قاعدة شعبية بشعارات الجرح الفلسطيني باتت مكشوفة عند الشعب
لتكن قوميتك العربية قومية وطنية حقيقية مخلصة للشعب و الوطن و للعروبة .





سادسا :
شخصيات قادرة على نسج علاقات جديدة منظمة مرتبة ترتب البيت الداخلي دون المساس بالاصول .





سابعا :
الكف عن البصم الأعمى لما يطرح ، و اعادة النظر بعدة قوانين لم تكن في صالح المجتمع و هذا بتطلب اشخاصا قادرين على الصياغة لا الانقياد الى القرارات ..ارضاءا لصاحب المبادرة





ثامنا :
ايمان عميق باستنهاض الشعب ليصل الى ارتقاء دولي في الساحة … كرامةً للمواطن الاردني و لحامل الجواز السفر الاردني





تاسعا :
اتقان الحوارات السياسية و المقابلات التلفزيونية و ان كان يجهل براثن الكاميرا ، نحن على استعداد لتعليمه ، لكن أقلامنا لن ترحمه ان ظهر لمجرد الظهور امام العدسة ليتعلم بخطابه امامنا .. لا مكان لجاهل مرتبك امام شعبنا .





عاشرا :
ان كنت لا تعرف ، اصمت … إياك ان تتذاكى و تمارس التجارب السياسية على الشعب لأننا هرمنا مراهقات سياسية





بدأت بالعشر الاوائل و سأكون سعيدة ان جاء من يكمل و يضيف ما سقط مني .. لان استمرار العقلية التقليدية في الادارة ستذهب بنا الى الانحدار نحو الهاوية .


تابعوا نبأ الأردن على