أسعد العزوني يكتب : خطاب جلالة الملك تحت القبة خارطة طريق ولكن ..

{title}
نبأ الأردن -


جاء خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين اليوم تحت قبة البرلمان،إيذانا بافتتاح الدورة غير العادية لمجلس النواب التاسع عشر،بمثابة خارطة طريق للنواب أولا وللحكومة ثانيا ،وتضمن خطاب جلالته أسس التعامل الذي يؤدي إلى النجاح،خاصة وأننا في الأردن ونحن ندخل المئوية الثانية من عمر الدولة،بأمس الحاجة لخارطة طريق تهدينا إلى السير في المسار السليم لمواجهة الأخوة الأعداء قبل الأعدقاء الذين تحالفوا ضدنا ويتربصون بنا من أجل تسهيل إقامة مملكة إسرائيل التوراتية الكبرى.
طالب جلالته السادة النواب بالعمل بروح الفريق الواحد،وهذا ينطبق أيضا على العمل مع الحكومة ،لأن النواب والحكومة يعملون من أجل هدف واحد،ولذلك يجب أن يعملوا بروح الفريق الواحد،وفي حال اختلفوا فإن إختلافهم يكون لمصلحة المواطن لأنهم في الأساس مراقبون ومشرعون ،وليسوا نواب خدمات ،لأن هناك جهات بعينها متخصصة لتقديم الخدمات للمواطن وفي المقدمة مؤسسات اللامركزية،ولكن بعض النواب إنسحبوا من مهمتهم النيابية وانخرطوا في المجال الخدمي ،وهذه مخالفة قانونية وربما دستورية أيضا.
ركز جلالته على الشباب الأردني وطالب بخلق مستقبل أفضل لهم من خلال تسهيل الطريق أمامهم وخلق الفرص لهم ،ولكن فئة الشباب الأردني وبخاصة "أبناء الحراثين"وكلنا حراثون،لا يجدون من يفتح لهم الأبواب لأن المقاعد وفرص العمل محجوزة لأبناء الذوات حتى قبل تخرجهم من الجامعة،وهذه مسؤولية يجب على مجلس النواب أن يتصدى لها ،فالمواطنة الأردنية لا تفرق بين إبن ذوات وإبن حراثين.
كما ركز جلالته على الوحدة الوطنية ذلك السلاح الأمضى الذي نتسحل به في مواجهة من يتربصون بنا ويظنون أنهم قادرون إلى النفاذ فينا من خلال هذا المكون أو ذاك،ورغم ثقتنا بكافة مكونات شعبنا الأردني إلا أننا نطالب مجلس النواب أن يتفاهم مع الحكومة على توفير الإمكانية اللازمة للنهوض بالمهمشين في هذا البلد وما أكثرهم،وبذلك تكون الحكومة ومجلس النواب فعلا يسيرون وفق توجهات صاحب الجلالة الملك.
ورد في خطاب جلالته عبارة برونزية وماسية معا وهي"سلام على الأردن وشعبه العظيم"،وهذه تعني الكثير عند العارفين ،ولم تأت عبثا أو كلمات إعتراضية في خطاب جلالته ،وإنما كانت توجيها مباشرا من جلالته للنواب والوزراء معا ،أن يعملوا جنبا إلى جنب كي يوفروا الحد الأدنى من الحياة الكريمة للمواطنين على الأقل ،بدلا من ترك الحبل على الغارب لمن يتصور أن الأردن مزرعة له يورثها لأبنائه ،وأتحدث هنا عن الهوامير الذين لا يحرّمون ولا يحللّون.
بدهية لا ينكرها سوي عاقل وهي انه لا سلام ولا سلم ولا إستقرار ولا هدوء في ظل تفشي الفقر والظلم ،وعليه فإن الحكومة ومجلس النواب كلا في مجال إختصاصه ،مطالبون بنهج جديد يهدف إلى انعاش الإقتصاد الأردني وخلق مشاريع تنموية ،ومحاربة الفساد وليتنا نقوم بتفعيل شعار "من أين لك هذا؟"،حتى نحقق الأمن والأمان لشعبنا.
طالب جلالة الملك بحماية الإقتصاد الوطني ووضع الخطط المدروسة وإقامة شراكة فاعلة مع القطاع الخاص ،ويقيني أن ذلك ليس صعبا في حال توفر الكفاءات والخبرات ،وما أكثرها في الأردن ،لكنها مخفية تحت ركام الواسطة والمحسوبية والتهميش والإقصاء،فكم مسؤول إحتلوا مناصب كبيرة أتعبتهم لعدم قدرتهم ،وكما خبير أتعبته خبرته لعدم الإستعانة به لتعديل المسار.
لو كان لدينا خبراء بمعنى الكلمة لإستفدنا مما لدينا ولحوّلنا صحراءنا إلى جنان غناء ،ونسمع فيها هدير المصانع من بعيد ،بدلا من إستيراد حتى البطاطا المقشرة ،ووجود مزارعين تنوء أكتافهم من حمل مديونيتهم الناجمة عن تقصير الحكومات تجاههم،فنحن نعاني من إنهماك المسؤولين في تحقيق مصالحهم الذاتية ،وبذلك يكونون أول المخالفين لتوجهات جلالة الملك.
مجمل القول أن جلالة الملك اليوم وضع الكرة في ملعب النواب وسلّم الأمانة للمجلس ،وبالتالي فإن عليهم الإستجابة لتوجيهات وتوجهات جلالته ،ولكني لست متفائلا بسبب ما رأيته اليوم تحت القبة وانا أرقب من الشرفات،إذ لمست ان الجميع الذين تتاح لهم فرصة الحديث يختبئون تحت جلالة الملك ،مع أن جلالته غادر المجلس بعد أن ألقى خطابه.


تابعوا نبأ الأردن على