أسعد العزّوني يكتب : زراعة القواوير

{title}
نبأ الأردن -

هذه رسالة ليست للحكومة لعدة أسباب أهمها أن الحكومات لا تلقي بالا لمقترحات المواطنين ،ولا تهتم بشؤونهم لأنه لم يتم إختيارها على هذا الأساس،بل للتنفيع ليس إلا،ولذلك يؤتى بها بدون برامج وبدون محاسبة وعلى رأي المثل "تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي "،بمعنى أن عمر الحكومات القصير ينتهي بدون أن يلمس المواطن أي أثر إيجابي لها ،بل على العكس من ذلك ترتفع المديونية وتزداد نسبة الفقر وتتقلص مساحة الحريات ،ويزدا أصحاب نادي السكري والضغط .
هذه الرسالة للمواطنين أنفسهم الذين لا يستفيدون من السنتيمترات المتوفرة في بيوتهم-خارج الغرف بطبيعة الحال-ولا يقومون بزراعتها من خلال القوارير ،ومؤخرا بدأنا نشهد توسعا في زراعة الماء على المسطحات وفوق الأسطح،وهذه الزراعة منتشرة في العالم ،وهناك من يزرع القمح على الرصيف ليحل مشكلة نقص القمح،ولكننا ورغم ما لدينا من مساحات فارغة تصفر فيها الرياح ،نشكوا الفقر ولا نستغل أي زاوية في البيت.
ربما يستهجن البعض من كتابتي عن زراعة القوارير،وهل يمكن الإستفادة منها ،وربما يتخيل البعض أنني أشطح بعيدا في حشو الكلام ،وربما أنطلق من فراغ وقتي أو زهق وملل،لكنني أقول أن ما أكتبه إنبثق من تجربة عملية عشتها في بيتي ،وقمت بإستغلال زوايا البيت الخارجية ،وحصلت على نتائج مذهلة،بعيدا عن الفائدة المتمثلة بالإستمتاع بزراعة الورود والرياحين ،بل إشتملت تجربتي على ما هو أبعد من ذلك ،لقد زرعت البندورة والبطاطا والفلفل والبصل والثوم والفول والنعناع والميرمية وحصا البان، ونبت القريص والخبيزة والرجلية أو الفرفحينا وزرعت شجرة الفريسكا ….نعم كل ذلك في قواوير وحوض صغير.
أكلت القلاية من القواوير والبصل الأخضر وثمر الفريسكا والفلفل والفليفلة والنعناع والبطاطا والفول بالبيض والبصل،والخبيزة، وشربت الشاي بالنعناع والميرمية ،وكأنني أمتلك مساحة شاسعة من الأرض ،وكم كانت فرحتي غامرة وأنا أتناول الوجبات الخفيفة مما زرعناه أنا وزوجتي في القواوير،لكنني كنت أتألم كثيرا على من يمتلكون مساحات شاسعة من الأرض الصالحة للزراعة ،ويشتكون من الفقر،ظنا منهم أن الحكومة ستزودهم بالسمن والزبدة ولحم الغزال ،مكافاة على تركهم أراضيهم بدون زراعة.


تابعوا نبأ الأردن على