عبد الرحمن محمد الحسن يكتب: يد ما مربوطة على باب جهنم ( ما بعد إغتيال زادة )

{title}
نبأ الأردن -

لابد من إدراك أن مقتل رئيس قسم الأبحاث في وزارة الدفاع الإيرانية كان بعملية أمنية و ليست عسكرية في توقيت حساس جدا و قبل أن ننطلق إلى ما بعدها لابد من الوقوف عليها ( بعيدا عن التفاصيل الأمنية ) و نحاول معرفة لماذا الٱن و بهذا الأسلوب ؟
يربط كثير من الناس بين ما حصل في إيران و بين قرب موعد إنتقال السلطة في الولايات المتحدة بقراءة مفادها أن الإدارة الحالية تحاول وضع العقبات و تخريب ما يمكن تخريبه قبل أن تسلم السلطة في ٱواخر يناير و أن حلفاء الولايات المتحدة و على رأسهم إسرائيل تولو المهمة لتوريط إيران بطريقة غير عسكرية مباشرة ( التفاف أو بديل ) و إستثارتها لترد ردا عسكريا تظهر من خلاله بأنها معتدية و هذا ما سيفتح الباب أمام الولايات المتحدة لتوجه ضربة لإيران تدمر برنامجها النووي , أو أن تضطر إيران ليلع الصفعة و فيظهر ضعفها أمام العالم ( وبهذا عمليا لا تكون الإدارات تتصارع في أمريكا بل تتكامل عند التمعن ) و لعل العقل الإسرائيلي يذهب إلى أبعد من ذلك فهو يرسل رسائل للداخل الإيراني محبطة تظهر ضعف دولتهم و للعلماء الإيرانيين أيضا بأنهم مهددون و عليهم الإبتعاد عن الحقل النووي لأن دولتهم غير قادرة على حمايتهم و هذا التحلخل سيكون له انعكاس مميت داخل إيران و من جهة أخرى يرسل رسالة قوة و ثقة لحلفائه العرب الذين طبعوا معه مؤخرا بانه الوحيد الجدير بالثقة و القادر على ردع إيران , و كل هذه العوامل مجتمعة سترغم إيران على تمرير الأمر و انتظار حكومة بايدن التي وعدت بالعودة إلى الإتفاق النووي و رفع العقوبات لأن الخيارات الأخرى مدمرة و لن تنجر إليها طهران .
كل ما كتب أعلاه تقريبا ناقشه الإعلام باستفاضة بل زدت عليه نقاطا أعمق مما نوقش و لكن هل هكذا يعمل العقل الإيراني كما يعمل العقل الإسرائيلي ؟
إيران تستحضر هذه العملية ليست كعملية منفردة و إنما كحلقة في سياق فهذا خامس عالم ننوي يتم إغتياله إضافة إلى تفجير مفاعل نتانز الاخير و هذا كله أصبح ملفا واحدا في مسار واحد يجب إيقافه كلياو إلا ستكون هيبة و أمن إيران على المحك أمام شعبها و أمام العالم هذا من جهة و من جهة أخرى هل إنتظار بايدن أمر صحيح ؟ هذا رأي الحكومة الإيرانية الحالية الإصلاحية التي ترى و تنادي بضبط النفس و لكن المؤسسة الإستخبارية و الجيش و حرس الثورة لهم رأي ٱخر و هو أن إنتظار بايدن سيستغرق أشهرا و ربما سنوات و ليس مضمونا كذلك كما أن السكوت سيؤدي إلى تسارع هذا النوع من العمليات و ربما تزيد الجرأة إلى ضربات عسكرية و بالتالي فإغلاق هذا الباب الٱن لا مفر منه و لو كلف حربا نارية أو مفتوحة و حتى في حالة المفاوضات مع بايدن فدخول إيران و هي مصفوعة ساكتة إلى طاولة التفاوض ليس كدخولها و يدها على الزناد و المنطقة تحترق بأكملها و بالتالي فمن مصلحة إيران أن تضرب قبل رحيل أترامب و هذا الرأي على ما يبدو هو الراجح الذي سيمر في مجلس الأمن القومي الإيراني بعد انتهاء التحقيق الوشيك .
يبقى السؤال الأهم كيف سترد إيران في ما لو قررت ذلك ؟
يكاد يجمع خبراء الكوكب على أن الرد الإيراني سيكون أمنيا أيضا و ربما شكلي للحفاظ على الهيبة و ما أميل أنا إليه هو أن إيران سترد ردا مركبا و ليس ردا تقليديا قاول ما ستقوم به و قد بدأته فعلا هو تصديق القيادة على تجميد البروتوكولات النووية و هو أمر ضمني بأن تكون القنبلة النووية جاهزة خلال 8 إلى 12 أسبوع و بالتالي لم يعد أصلا للإتفاق النووي القديم معنى لأن المفاوضات وقتها ستكون مع دولة نووية . أما الرد الٱخر فسيكون بيد الوكلاء فلن تكون ضربات الحوثي كالعادة بل ستكون أكثف و أقسى و رد حزب الله على مقتل عنصره المنتظر سيكون أقسى أيضا و كذلك غزة و من المرجح جدا أنه في لحظة ما قريبة و بعملية إستفزازية في الجولان المحتل سيكون الرد السوري على القصف الإسرائيلي المتوقع في قلب المدن الإسرائيلية مدويا و مرعبا هذا بالإضافة إلى الرد الإيراني المباشر الذي تم تحديده كرد أولي على 3 أهداف ثمينة في كل من إسرائيل و السعودية و الإمارات و حينها ستكون إسرائيل و دول الخليج أمام إختبار مع أمريكا ربما بعد جولة أو جولتين من القصف بالفعل و رد الفعل فهل ستعطيهم الضوء الأخضر لحرب إقليمية واسعة ام ستأمر حلفائها بالعض على الجراح ( و هذا ما أرجحه شخصيا و لكن لاستصدار قرار من مجلس الأمن يرفع العقوبات و تعود من خلاله أمريكا للإنفاق النووي و قد حفظ ماء وجهها )و ليكمل حلفاء إيران بقية الضرب على الجرح النازف بهدوء و بلا رد أيضا و تسقط هيبة إسرائيل و تبدأ في التفكك ( الهجرة الجماعية المعاكسة ) و ربما ستتفك أصلا دول عربية قبلها و ما انعكاس كلا القرارين على الإحتقان الحاد الذي مازال مكبوتا داخل أمريكا بين البيرالين و الإنجيلين ؟ و هل قرار الحرب المفتوحة إذا اتخذ سيظل إقليميا أم سيجر روسيا و الصين لتندلع حرب عالمية ؟
لاشك أن الأربعين يوم القادمة ادراماتيكية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهذه العملية فتحت الطريق أمام اختبار البقاء لكل الأطراف و من سيكسر في صراع الإرادات هذا سيدخل مرحلة الإختصار و من ثم الموت .


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير