كيف يمكن زيادة فرص النجاة من تحطم طائرة؟
نبأ الأردن - عندما تحطمت طائرة تقلّ مشجعي لعبة البيسبول في مباراة فاصلة في مدينة هيوستن الأميركية، الأسبوع الماضي، تذكر أحد الركاب سماعه نداء "اخرجوا، اخرجوا"، حين بدأت ألسنة اللهب تبتلع الطائرة.
أجلي 21 شخصاً كانوا على متن الطائرة بسلام، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة. وقالت ماري شيافو، المفتشة العامة السابقة في وزارة النقل الأميركية، لشبكة "سي أن أن"، بشأن حقيقة أن أحداً لم يمت: "ليس الأمر نادراً كما نعتقد".
وصممت الطائرات الحديثة بحيث يتمكن الركاب من الخروج في غضون 90 ثانية، وفقاً لشيافو، مبينة أنه "أحيل الفضل لكل من إدارة الطيران الفيدرالية، ومنظمة الطيران المدني الدولي، اللتين وضعتا قواعد الإخلاء. يجب أن يكون لديك ما يكفي من الأبواب ومخارج الطوارئ على الطائرات الحديثة لإخراج الناس".
وأشارت شيافو إلى حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية عام 2005 في تورونتو، حيث نجا ما يقرب من 300 راكب و12 من أفراد الطاقم، وإلى طائرة تابعة لشركة طيران المكسيك تقل 103 أشخاص تحطمت في عام 2018 بعد إقلاعها مباشرة من مطار في شمال غرب المكسيك، ما أجبر الركاب على الفرار عبر منزلقات الطوارئ قبل اشتعال النيران في الطائرة، ولم يمت أحد.
ولاحظت شيافو أنه في يوليو/ تموز 2013، توفي ثلاثة ركاب فقط عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة آسيانا إيرلاينز تحمل أكثر من 300 شخص في مطار سان فرانسيسكو الدولي.
ويتطلب معيار إدارة الطيران الفيدرالية أن تثبت الشركات المصنعة للطائرات أن جميع الركاب وأفراد الطاقم يمكنهم إخلاء طائرة بالسرعة الكافية، من خلال إجراء عروض توضيحية حية لعمليات الإخلاء.
يوم الثلاثاء الماضي، لم تكد تقلع طائرة MD-87، التي كانت تقلّ مشجعي هيوستن أستروس إلى مباراة فريقهم ضد ريد سوكس في بوسطن، حتى ارتطمت بالسياج، قبل أن تشتعل فيها النيران.
قال أحد الركاب: "كانت الأشياء تتطاير، وعندما توقفت الطائرة أخيراً، قالوا فقط (اخرجوا، اخرجوا)، وكنا نعتقد أنها ستنفجر".
تم نشر منزلقات الطوارئ، وتمكن الركاب من الهبوط إلى بر الأمان. وقال مسؤولون إن شخصين نُقلا إلى المستشفى بإصابات طفيفة. ووصل محققو المجلس الوطني لسلامة النقل إلى الموقع صباح الأربعاء، ولم يتم تحديد سبب الحادث.
ويعزو الخبراء ارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة أثناء حوادث الطيران إلى استخدام مكونات المقصورة الأكثر مقاومة للهب، مثل القماش والحشوات، وتصميمات المقاعد الأكثر أماناً وثباتاً، وتحسين الإضاءة الأرضية. وقالت شيافو: "إنها التكنولوجيا التي تنقذ الأرواح، وقد نجحت في جميع هذه الحوادث الأربعة".
حوادث الطيران نادرة الحدوث. ووفقاً للخبراء، يمكن النجاة من معظمها، ويضيفون أن معظم حوادث الطيران التجاري تحدث عند الإقلاع أو الهبوط.
"شيء واحد يمكنك قوله على وجه اليقين هو أن قواعد الإخلاء، ووجود عدد مناسب من مخارج الطائرات، ومواد لا تشتعل فيها النيران على الفور في كبائن بها مواد أكثر مقاومة للهب، دون أدنى شك تنقذ الأرواح"، وفق ما أضافت شيافو.