الفريق المتقاعد بشير المجالي يكتب : حرامٌ لبنان

{title}
نبأ الأردن -


لبنان أيام زمان كان يتدفقون العرب إليها من كل مكان لأنها كانت تسمى "سويسرا العرب" وحرامٌ ما يجري في بيروت التي كانت يصفوها بعروس الشرق. لبنان بلد الساسة والسياسيين، بلد الحضارة والاتيكيت والفن والجمال، وبلد الأمن والأمان. لقد اتفق زعماؤها وعظماؤها أيام زمان على نهضة لبنان وحمايتها. لهذا كانت لبنان أيام زمان هي الوجهة المرغوبة للسياحة وقضاء العطلات والأوقات الرائعة والجميلة ومن ثم غرقت لبنان بالحروب الأهلية والطائفية والعرقية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من ضياع وتشتت، ثم جاء حيتانها الجدد ولم يتفقوا على حماية لبنان أو مصالح لبنان العليا أو سيادة لبنان وأكثر ما اتفقوا عليه هو أن يحافظ كل على نفوذه وحصته وكرسيه، وحاول اللبنانيون أن يتوحدوا من كل الأطياف الدينية والعرقية والمذهبية للوقوف في وجههم بعد أن اكتشفوا أن سادتهم يريدون الإيقاع بهم وفي لبنان، إلا أن قادتهم ردوا عليهم بأن أفقروهم وأشبعوهم جوعًا وفقرًا وقاتلوهم في مرفأ بيروت حتى أصبحت لبنان رهينةً للعنف والإرهاب.
إن ما يجري في لبنان، هذا البلد الجميل، وعطاؤه اللامحدود لا يستحق شعبه ما يجري اليوم في بلادهم، وما حصل في الآونة الأخيرة يشير أن لا الأحزاب الدينية نجحت، ولا الأحزاب السياسية نجحت وهذا مثل على الديموقراطيات في العالم العربي من الصعب أن تكون لها بيئة حاضنة لتستقيم الديموقراطية وأكثر ما هو مؤلم في لبنان خلال الأحداث الأخيرة هي صور وفيديوهات الأطفال الذين كانوا يعيشون الرعب والخوف، تائهون كيف يعودون إلى بيوتهم.
تحاول العديد من الدول العربية تطبيق الديموقراطيات من خلال الانتخابات النيابية في كل بلد، فعلى سبيل المثال قبل أيام انتهت الانتخابات العراقية البرلمانية، لكن خرجت معظم التيارات والأحزاب في العراق لا تعترف في الانتخابات، وخاصة أحزاب الكيانات الخاسرة، والآن تعيش العراق أزمة خانقة ما بعد الانتخابات. وكذلك نحن على أبواب الانتخابات الليبية، وتعيش ليبيا احتقان سياسي قبل الانتخابات، ولا نعرف ماذا سيجري بعد الانتخابات، وكذلك لبنان المأزوم بعد أشهر أيضًا ستشهد انتخابات نيابية في بيئة شديدة التوتر والعنف ولا نعرف ما سيحصل بعدها بين هذه التيارات المتخاصمة والمتحاربة، إنه واقع عربي مؤلم لا يبشر بالخير على المدى المنظور. إن البيئة السياسية قد تكون أبعد مما عليه في الدول العربية، وذلك لأن مجتمعاتنا أكثر وعيًا كونها لم تتأثر بالطائفية والعرقية أو الاتجاهات المسمومة بالمعتقدات السياسية الغير وطنية، حتى تكون البيئة السياسية لدينا في حالة صحية، وهذا يجعلنا متفائلين بالتقدم والتطور السياسي، وهذا ما جعل جلالة الملك عبدالله الثاني أكثر عزمًا في ضوء القراءات للواقع السياسي في العالم العربي أن يتجه لتشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في المملكة الأردنية الهاشمية ليكون ذلك عقدًا جديدًا في المئوية الثانية من
عمر الدولة.





بشير فلاح المجالي
فريق متقاعد


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير