شبهة خطأ طبي بوفاة ثلاثينية بمستشفى خاص
نبأ الأردن – 12 ساعة من القلق والضياع عاشتها عائلة بشير الحكواتي انتهت بوفاة زوجته إثر مضاعفات ولادة متعسرة.
تروي عائلة بشير تفاصيل وفاة الزوجة رانيا التي ترى فيها “شبهة تقصير وخطأ طبي” خصوصا ان الولادة جرت بحسب ادعاء العائلة بإشراف قابلة قانونية وليس طبيبة مختصة، وهو ما دفع بالعائلة الى تقديم شكوى في المركز الأمني سيدلي بشير على إثرها بشهادته امام المدعي العام صباح اليوم وفقا لشقيقه محمد الحكواتي.
يقول الحكواتي “صباح السبت أبلغت الطبيبة المشرفة على حالة زوجة اخي بأنها لن تتمكن من التواجد خلال الولادة لكن سيتم تأمينها بطبيبة بديلة من المستشفى الخاص الذي تم الاتفاق على اجراء الولادة فيه”.
ويضيف، “في اليوم التالي وبحدود الساعة الرابعة توجه اخي وزوجته الى المستشفى بعد ان دخلت بالمخاض، وعند وصولهم تفاجأت العائلة بأن القابلة القانونية هي من ستقوم بعملية الولادة وان الطبيبة لم تحضر”.
لم يكن هناك ما يثير القلق فرانيا تبلغ من العمر 31 عاما وكانت أنجبت طفلين سابقا بولادات طبيعية دون أي تعقيدات.
بعد نحو ثلاث ساعات كانت رانيا تصرخ بطريقة غير طبيعية وفق شقيقة زوجها التي أكدت أن الصراخ كان مخيفا وليس صراخ ولادة، بعد ذلك بلحظات سمعت العائلة صراخ الطفل.
خرجت القابلة وفق الحكواتي وابلغت الاسرة ان الطفل بخير والأم كذلك لكن بعض التعقيدات حصلت وهي بحاجة لمتابعة.
يقول الحكواتي، “بعد ذلك لاحظنا قدوم طبيبة نسائية وزاد عدد كوادر التمريض طلبت الطبيبة من الزوج إحضار وحدتين دم لأن المريضة نزفت بشكل كبير، وأن انفجارا بالرحم حدث خلال الولادة”، ثم أعاد المستشفى طلب وحدتي دم أخريين وابلغوا الزوج ان مضاعفات حصلت مع الزوجة وهو ما يتطلب استئصال فوري للرحم.
ورغم موافقة الزوج على اجراء العملية لكن إدارة المستشفى تلكأت بإجراء العملية بحجة حاجة المريضة الى مزيد من وحدات الدم وايضا الكلفة العالية للعملية والتي قد لا تتمكن الاسرة تحملها، حيث تم التنسيق بين إدارة المستشفى الخاص ومستشفى البشير لنقل المريضة وهو ما تم بحدود الساعة 11 ليلا يوم الأحد الماضي.
يقول الحكواتي “عند دخولنا لقسم الطوارئ في البشير شعرنا ان الامور ليست على ما يرام تواجد العديد من الممرضين والطواقم الطبية ورغم الاهتمام العالي لكننا شعرنا اننا فقدنا ابنتنا حتى قبل دخولها للبشير”.
توجه الحكواتي بسؤال لإحدى الكوادر الطبية المشرفة على حالتها وكان الرد “تأخرتم كثيرا جسمها مليء بالتخثرات والجلطات ربنا يلطف بها”، في حين “بدا جسد رانيا اضعاف اضعاف حجمه الطبيعي”، بحسب وصف الحكواتي.
خلال فترة الانتظار وصلت للعائلة رسائل عبر طواقم التمريض ان الحالة حرجة جدا وانها لن تتمكن من النجاة”، وبعد نحو 8 ساعات من دخولها الى البشير صباح يوم الاثنين تم تبليغ العائلة ان رانيا توفيت نتيجة هبوط الجهاز الدوراني التنفسي لأسباب قيد الدراسة.
تم عرض جثمان رانيا على الطب الشرعي ولم تتطلع العائلة لغاية الآن على نتائج التقرير، لكن الاسرة تقدمت بشكوى للمركز الأمني بشبهة خطأ وإهمال طبي في المستشفى الخاص الذي تمت به الولادة.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، كان معدل وفيات الأمهات في الأردن 58 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، لكن وزير الصحة السابق سعد جابر اعلن ان الرقم انخفض رسميا إلى 29.8 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية العام 2018.
وبحسب تقرير وفيات الامهات الثاني شهد العام 2019 وفاة 63 امرأة خلال الحمل والولادة والنفاس في جميع مستشفيات المملكة الحكومية والجامعية والخاصة حيث بلغت معدلات وفيات الأمهات في هذا العام حوالي 32.4 وفاة لكل 100 ألف ولادة، بينما كانت 29.8 وفاة لكل 100 ألف ولادة في 2018.
الغد