القائمة هل هي سبب المخادعات لدى المرشحين؟

{title}
نبأ الأردن -

بقلم : عائشة الخواجا الرازم
يتضح لنا بعد تجربة وخبرة الانتخابات النيابية قبل أربع سنوات ، بأن مبدأ القائمة أو ( الكتلة ) قد أثبت تفرده وقدرته على هضم التكافل والتآلف بعكس ما أنشيء من أجله .وكنت قد توقعت عكس ذلك حينما اطلعت عليه وأعلنت أنه أفضل من قانون الصوت الواحد ( one man one vote )
وقلت أيضا في تقييمي لمبدأ القائمة أن درجة الألفة والتكافل والتآلف أيضا هو المطلوب ، وهو عين الصواب الذي افتقدناه طويلا تحت قبة التشريع منذ برلمان عام 1993 , حيث انعدام التوافق والتجانس الذين يؤديان للتوافق في البرامج والأيديولوجا الخدامة للوطن والشعب بالمواقف والتشريع ثم القوة لفرض الحق بقوة الضغط الجماعي للتيار المتوافق .
الحقيقة أنه حتى الآن ما زلت أتساءل :
هل القانون هذا تم وضعه لمضاعفة التفكيك الفكري وإضعاف قوة الضغط في العمل الجماعي المشكل لكتلة من المفترض أنها تتميز بالتوافق والتوجه والبرنامج التاريخي ، وليس لأسماء عشوائية ، أسماء يحمل كل فرد منها لونا يتناقض مع اللون الآخر ولا يفهم عليه لغة الموقف وعلم حق الناس !
أسماء قادمة تحت كتف شخص يدرك بخبراته من أين تخمش الكتف !؟
وبرنامج مشتت على ورق طاريء يؤلفه صاحب مكتب دعاية وإعلان ؟
كنت أعتقد في البداية أن القائمة يجب أن تمثل عائلة متوادة متحابة متضامنه لخير الوطن والناس ( كلمة شعب أضحت كلمة سياسية لم يحترمها الساسة ولم يدرسوا حقها مع الأسف ) .
اليوم ونحن نخوض معترك الواجب المشرف لتمثيل وجع وأمل ونبض الناس والأرض المعطرة بالأمل والنازفة بالألم بين الأمم ، أشعر بالوجع الجارف وأنا أجتمع مع بعض الشخوص ومع بعض الشخصيات الراغبة بالترشيح ، بأن مبدأ القائمة قد ابتعد عن أهدافه المثلى والتي دفعتني للتفاؤل حينما صدر القانون هذا .
نعم … أشعر بأن الفارق بين قانون الصوت الواحد وبين القائمة هو ازدياد اتساع الفجوة بين الناس ( مرشحا وناخبا ) فلا قطفنا من قانون الصوت الواحد عنبا حيث بقيت الدالية على حالها دون خلعها ، ولا قطفنا من نظام الكتلة بقاء العنب ولا الدالية ، فقد اتسعت فضاءات المخادعات والتربصات وبمن ؟
هل تعرفون بمن ؟ إن ذلك ضد الجماعة التي ضمت نفسها تحت يافطة شخص يتلمظ لالتهام أصوات أفراد أسرته !
يا للهول …فقد كان نظام الصوت الواحد يؤلم ويذبح ويحرم الناخب من اختيار جماعة متجانسة متآلفة تشكل ببرنامجها قوة ضغط ( Pressure Force)
وبقينا نصرخ يا للحرمان المدروس في بوتقة الشيطان! وننادي بغضب ضد هذا القانون الهاضم لحق المواطن باختيار جماعة متضامنة بتوجهاتها تمثله تحت مظلة حقه والتشريع .
ويبدو أن واضعي القانون قد بذلوا كل ما في وسع خدمة التصويت من جهود ، فتم التعريج على خلق ( list vote) ليتفادى ذوي الفهم والتشريع والمشاركين الساسة بإرضاء الناس والمفكرين والأحزاب والعامة بمنحهم جماعة بعدد مقاعد كل دائرة وأطيافها من مسلم ومسيحي وشركسي ، ثم قيل للناس :
خذوا واختاروا ونقوا وتحلوا فأمامكم ما لذ وطاب وجمع من الأحباب، وما عليكم سوى الانتخاب ! وإن كنتم راغبين حقا بالمشاركة فهيا ..عليهم ..عليهم ..!
نعم …هذا والحق يقال ما رأيته قد حصل خلال محاولة ترضية الشعب بحلول تتيح له انتخاب جماعة ، ( طبعا فهذا النظام ليس الأنسب والأقوى لحق الشعب فأنا شخصيا أطمح بقانون يشمل الوطن ) المهم همست في رئتي وقلت : انا شخصيا عائشة الخواجا الرازم التي تحمل نبض وطنها كاملا أينما حلت وارتحلت في الدنيا ، تبارك هذا القانون ، لانه في متناول اليد بدل الصوت اليتيم ، واسمعت صوتي للأرض وسمعته السماء:
يد الله مع الجماعة … ورددت الآية الكريمة سعيدة بالجماعة الخدومة المتحابة المتضامنة : ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )
وهنا برزت حالات ومظاهر التنازع بين عائلة القائمة أيضا ، وطبعا يكون الصبر هنا للأقوياء المتعاضدين ، المقاومين للفساد والإفساد والمكافحين للظلم والعسف في وجه قوى التسلط والظلم ، فتجدهم عاملين متكافلين يعلوهم الود والصبر على الأذى ! وقد رأينا العكس .
ويا للخسارة الفادحة ، ويا لهول ما استحق على قلبي من مفاجآت مروعة تغتالها واغتالتها قاعدة الشخوص ضد قاعدة الجماعة !
نعم … وألف نعم …هنا تغلب الفرد وتغلبت الأنا وتشرذم الجمع وتفرقت الجماعة المنوي الاتكال على الله لتكوينها بقوة الألفة لعمل الحق والعدل، والتصدي للباطل من أجل الناس وشرف وكرامة أرض تهدر حقوقها بأذرع أفراد يتغلغل الطمع والجشع والذات ومن بعدي الطوفان في صدورهم .
مع أشد الأسف والاشمئزاز ، فقد انقلبت الصورة على عقبيها حين تم استخدام القائمة الجامعة والمؤهلة والمعدة لتوحيد قوة العمل المتجانس ، استخدمت للاستغلال والاستهبال وحشد الضعفاء لحشو فراغ فكري نفاذ ، وتفوق الفرد وتعالى نهج الشخصانية ، في تكوين قوائم الجماعة التي احببتها وباركتها وكتبت لصالحها كبديل مفضل جمعي ( في مفهومي ) لقانون الصوت الواحد المستفرد برؤى الناخب والمعطل لحلم العمل الجمعي ، والذي كان يربكني وأنا ارى تحت القبة الممثلة لنبض الشعب ، شخوصا متفرقين لا يعرفون بعضهم البعض، واكثرهم يفتقر لأدنى مقومات أهداف الجلوس تحت قبة الشعب ، ولا يفهمون لغة الخطاب السياسي والأدب والتأدب الإنساني على مرأى من واجهات كاميرات العالم قاطبة ، حين يهجمون بوحشية ضد بعضهم وينتهكون حرمة قبة الوطن والشعب بلغة جارحة ، وكراهية تصل لحدود محاولة قضم الأذن ورميها من الفم على الأرض ، ووصلت لدرجة نسيان نزيف الشعب واستصراخه لممثليه النواب بتحصيل ومضة من حقوقهم ، فأبى الفرادى ذوات أنا هو من يستحق الحقوق كلها نيابة عن مجموع الناس والأرض والعرض والوطن ، فطالبوا بالرواتب والتقاعد والمصالح والحاجات الفائقة الكلفة على الدولة والشعب المنهوك ، وتعلم منهم الناس كيف يرخصون العنف ويمارسونه طالما نوابهم يعلمونهم السحر في النحر ، لتنتشر الرائحة على العموم ، وكل واحد يمثل نفسه ومطامعه .
وها هي القائمة التي أطلق عليها عنوان ( كتلة ) تبدع بافتعال وأقصى مستويات تحطيم عناصر الكتلة فيزيائيا وفي الرياضيات، في الجمع والطرح ، فيتم الجمع ليحدث الطرح ، والفائدة على كف شايلوك تريق دماء ولحوم المحتاج !
يدور المرشح الأكبر المجرب لمكاسب الفرقة ، يدور لتحصين مبدأ التفريق بين مجموعة كل واحد يخدع أخاه ، ويلتف على قرينه ومن ادعى بانه حبيبه بالنهج والفكر وبرنامج رفع الحق للناس ، يكون ذلك نفاقا ويعتز بانه بهلوان الألاعيب ، فيقابله الآخرون بالمباركة والتشجيع لأخلاقه والنفاق ، وربما المقرونة بالقسم للمجموعه، فينكث بالقسم ببساطة مقابل نوال الذخيرة المستهدفة !
مع الأسف …وصلت الدرجات المشتته لجمع القائمة إلى مستوى الشقاق والنزاع بين المجرب الخبير وبين جماعته التي فجأة يتضح أنه يطلق عليها وضدها لقب ( طبيخ شحادين *
فينبري السياسيون المتجهبذون بخبرة القبة ، لتخفيف ثقل اللقب من طبيخ شحادين وتسمية الجماعة بالحشوة !
وهنا .. ارى ويا لهول ما أرى .. ويا لفظاعة ما اختبر وأسمع …فقد تفرق الشمل سابقا في الصوت الواحد ، فأصاب عيني الوطن عورا في إحدى عينيه ، وعندما جئنا نكحلها عورنا عينها الثانية !
عورناها بالأنا ..وعورناها بالكذب والخداع وتأميل الحشوة … ثم انقضضنا على الركب وحطمنا تحته خيوله المتعبة أصلا والمريضة !
سيسألني القراء والناخبون والساسة والمفكرون :
لمن تحملين مسؤولية فقدان بوصلة الجماعة ؟ وهل احترفت الحكومة حرفة الإعداد لوهم القائمة ؟
فاقولها علنا بلا تريث :
المسؤول ليس نظام القائمة في مفهومي أبدا ، ولكن المسؤول هو الخبير بالأنا والذات والشخصانية المطلقة ، هو الذي اكتسب مساحة التفرقة والتفريق والمراهنات الخاسرة وطنيا وشعبيا ، والرابحة فرديا دون ندم ودون انتماء لنظرية الجماعة ! وجهله بمعاني مضمون العمل الجمعي الذي جعل منا علامة استفهام سوداء بين الأمم وقاعدة اللهم نفسي ، ويا روح ما بعدك روح ، والأسوأ من ذلك أنني حينما اطرح مبدأ الصدق والوفاء للعمل الجماعي والإخلاص لجماعتي اسمع ردود فعل مروعة ، مفادها : (ده كان زمان وجبر ) أو هذا مثالية لا تتفق مع الحملة السياسية ، أو هذه معركة في سفينة البلاد تستخدم في متنها وعلى متنها كل أنواع الكذب وأصناف الوعود الوهمية ، ويقول أغلب المشاركين في الساحة : الحكومة ارادت ذلك بهذا النظام ، هي خططت مع الشيطان وهذه معركة قذرة ، تستخدم عبر جبهاتها أسلحة الالتفاف !
أما أنا فأجد فيها أفضلية على الصوت الواحد ، ويقولون : كان الأجدر بالحكومة أن تعيد نظام تعددية الأصوات حسب عدد المقاعد ، وهذا في مفهومي جيد ، ولكن هل ارتفعت مستويات الناخب الاختيارية خلال ثلاثين عاما بعد انتخابات عام 89 ؟
هل تتازلت العشيرة عن أناها ؟ وهل تنازلت العائلة عن فرديتها ؟ أقول لا وألف لا !
وها هي القوائم تتعرض لهدم ما أنشئت من أجله تحت ظل الشطارة والفهلوة والضحك على ذقون أفراد عائلة الكتلة .
وفي المحصلة فإني أرى المنتج التشريعي تحت القبة ، هو طبق الأصل لما يجري ويتفاعل الآن في الساحة ، وإن لم تحدث يقظة لتدارس مضمون ومعنى القائمة وقيمتها وفضلها ، وتظل النفوس أمارة بسوء العمل الجماعي ، والجنوح نحو الفردية ، وتؤسس لأفضال العمل الانفرادي، فلن يسعني إلا أن أقول : عفى الله عن أحلام الناس ولهفتهم لممثلهم الشرعي والتغيير ، فما أجمل وأقوى من التغيير والتبديل لواقع مرير ، ولا يسعني إلا أن أردد الآية الكريمة :
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم


تابعوا نبأ الأردن على