جريمة تزوير تكشف عمليات تهريب في عرض البحر
نبأ الأردن- كشفت جريمة تزوير ضبطها موظفو جوازات حرس السواحل، التابعون للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، في دبي، عن تورّط قبطان بحري آسيوي في عمليات تهريب مشروبات كحولية تنفذ في عرض البحر، من خلال نقل كميات كبيرة من البضائع المهربة، باعتبارها في طريقها إلى دولة عربية، ثم ينحرف عن مساره، ويتجه إلى حدود دولة آسيوية، ومن ثم يقابله زورق «لانش» في عرض البحر، وينقل منه البضائع الممنوعة، ويعطيه أوراقاً مزورة حتى يستخدمها مجدداً في الدخول إلى موانئ دبي، وأحيل المتهم برفقة موظف آخر إلى محكمة الجنايات التي قضت بحبسهما ستة أشهر وإبعادهما.
وأفادت تحقيقات النيابة العامة ووقائع القضية التي اطمأنت إليها محكمة الجنايات بأن القبطان المتهم يعمل على سفينة خشبية مع آخر من جنسيته نفسها الآسيوية، وتورطا في تحميل بضائع عبارة عن 150 كرتونة من المشروبات الكحولية، لنقلها وبيعها بطريقة غير قانونية في البحار الإقليمية القريبة من إحدى الدول الآسيوية.
وأشارت إلى أن المتهمين تحايلا على الجهات المعنية لإخراج السفينة بشكل متكرر من موانئ الدولة، باعتبارها متجهة إلى دولة عربية ومحملة ببضائع عادية، مستخدمين في ذلك محرر مزور عبارة عن بيان بضاعة وحمولة منسوب لجمارك الدولة التي ينتميان إليها، وقدما هذا المحرر إلى موظفي جوازات حرس السواحل التابعين للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، ولم يتم اكتشاف جريمتهما في أولى مراحل التدقيق وبموجب هذا البيان منحهما موظف حسن النية محررات رسمية عبارة عن تصاريح دخول وخروج وسيلة بحرية.
وأثناء قيام أفراد نقطة التفتيش بجهاز حماية المنشآت والسواحل بالتدقيق على السفينة، وطلب تصريح الدخول إلى مرفأ ديرة، اكتشفت واقعة التزوير، وتمت إحالتهما إلى مركز شرطة الموانئ، ومنه إلى النيابة العامة في دبي بتهمة التزوير واستعمال محررات غير رسمية.
وبسؤال المتهم الأول في تحقيقات النيابة العامة اعترف بأنه يعمل رباناً على سفينة، وطلب منه صاحبها التواصل مع المتهم الثاني لينقل 150 كرتونة تحتوي على مشروبات كحولية، لتحميلها وتهريبها، على أن يستخرج المتهم الثاني تصاريح بيان البضاعة.
وقال المتهم إنه بحسب البيان المقدم إلى الجهات المختصة، فإن وجهته البحرية ستكون إلى دولة عربية، وبعد استكمال الإجراءات والخروج من الميناء، سينحرف بالسفينة ليصل إلى الحدود الإقليمية مع دولة أخرى، حيث يلتقي في عرض البحر بزورق «لانش» آخر ينقل إليه البضاعة المهربة، ثم يسلمه الزورق الآخر أوراقاً تفيد بخروجه من دولة أخرى، ليستخدمها في العودة إلى دبي، لافتاً إلى أنه كرر هذه العملية أكثر من مرة مقابل 500 درهم للنقلة الواحدة، وأنه وافق على تنفيذ هذه الجريمة لحاجته إلى المال.
فيما ذكر المتهم الثاني أنه يعمل مع الأول على متن الزورق، ودأبا على تهريب البضائع، وذلك بالانطلاق بالسفينة باستخدام محررات مزورة، ثم الإبحار لمدة يوم كامل والانحراف إلى مسار آخر، حيث يلتقيان زورقاً عليه مجموعة من الأشخاص الملثمين يستلمون منهم البضائع المهربة، لافتاً إلى أن هذه الرحلة تستغرق أربعة أيام.
وبعد النظر في القضية والاستماع إلى إفادة مأموري الضبط، أدانت محكمة الجنايات المتهمين، وقضت بحبسهما ستة أشهر والإبعاد.