د.عصام الغزاوي يكتب: والله غالب على أمره !
في غمرة الفرحة والانفعالات التي عشناها منذ انتزع الأبطال الستة حريتهم التي تُعتبر حقا تكفله كل الشرائع والقيم الإنسانية، وكسرهم هيبة السيطرة الأمنية وتمريغ انف الكيان الغاصب وأتباعه في الوحل غاب عن تفكيرنا انه من لحظة خروجهم من سجنهم قد تغلب الكثرة الشجاعة، وأنه قد لن يدوم طويلا رجوعهم لعرينهم، فقد استنفر العدو قواته النظامية والإحتياطية المدججة بالأجهزة والأسلحة والتكنولوجيا، واستعان في البحث عنهم بالكلاب والخون والعملاء، ليسترد جزءاً يسيراً من كرامته التي أهدرها رجال عُزل فروا من زانزين الموت والعذاب، اعتقال الابطال الستة لن يقلل من الإنجاز الكبير الذي حققوه في اختراق اشد الإجراءات الأمنية في اكثر السجون تحصينا، وهدمهم هالة غرور وهيبة الأمن الاسرائيلي، ومعادلة الجيش الذي يحاول ان يظهر انه لا يُقهر، رسالتهم وصلت من تلكم اللحظة، فقد ثقبوا الأرض لينيروا لنا شموع الحرية، ورسموا المجد على جدران التاريخ، في وقت استمرأت فيه عموم الأمة الذل والهوان والتبعية والاستسلام، ابكي على عروبتنا وشرفنا لأننا لم نستطع نصرة الأبطال فقابلهم بعض ذوي القربى بالنكران والخذلان … بوركتم يا رجال، فقد وجهتم صفعة مدوية، ولطمة مهينة على وجه سجّانيكم، ويكفيكم شرف المحاولة، فلا سجن دائم ولا عدو باقي والفرج قريب بإذن الله !