وائل منسي يكتب: مرة أخرى الأحزاب والحكومات في زمن متغير

{title}
نبأ الأردن -

العالم يتغير ويتطور بشكل سريع علميا وتكنولوجيا، والذكاء الإصطناعي وانترنت الأشياء بدأت تسيطر على عالمنا شيئا فشيئا فلا يعقل أن تبقى حكوماتنا أو مؤسساتنا وأحزابنا تعمل بذات الأدوات القديمة، وأريد أن أفرد منشوري هذا عن الأحزاب ولا أستثني أحدا منها حتى إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية (فكل الإحترام لها ولإرثها النضالي وتبقى مدرسة فكرية) لكن أدواتها وخياراتها أصبحت جزءا من الماضي.
تخيلوا لو أننا ندير المعركة الآن من أجل الحرية والعدل وضد الفساد بالسيف "والخيل والليل والبيداء تعرفني" صحيح أنه إرث ونتباهى به، لكن يجب أن نغير أدواتنا وندفن هذه الأحزاب ونؤبنها تأبينا يليق بها.
وتحاول بعض الأحزاب الناشئة التقدم بشيء جديد وتحاول التطوير لكن ببطء شديد، ربما بانتظار وضوح الرؤية أو بسبب تعطيل خارجي أو داخلي. فيجب توفير بيئة جاذبة ومناسبة للعمل الحزبي وإشتباكه مع المجتمع وتأثيره وأثره.
فمعظم الأحزاب لدينا غير برامجية بالمعنى الحقيقي، فبرامجها فضفاضة وعامة وذات خطوط عريضة، ولا تستعين بمراكز أبحاث وبيوت خبرة "Think Tank" لتستمد منها برامجها المستقبلية، فقط أشخاص يعتمدون على ماضيهم النضالي ينظرون، وتابعون يستمعون، وحتى بعض الأحزاب التي لديها برامج مقبولة نوعا ما وتسعى إلى تطوير منهجيتها ولديها استراتيجية، فهي ليست جاهزة لتسلم "حكومة" فاعلة بعد، أي أن ليس لديها أشخاصا وقادة ونخب ذوي حضور فاعل (ليس له علاقة بالعمر) مؤهلين سياسيا وعلميا وعمليا لتسلم حقائب وزارية ضمن برنامج واضح لكل وزارة متغير بتبدل الظروف والمعطيات.
نحن بحاجة إلى تعزيز وجود نسق مجتمعي حقيقي داعم لانخراط الشباب والنساء في الأحزاب وهياكلها بالتزامن مع تغيير في منظومة تتداول السلطة داخل الأحزاب نفسها للخروج من بوتقة أحزاب الشخوص.
فمعظم أحزابنا لا لون ولا طعم ولا رائحة ولا تأثير ولا أثر لغاية هذه اللحظة.
علينا اولا الوقوف أمام مئوية الأحزاب الأردنية التي من هزيمة إلى اخفاق وليس النظام السياسي الذي عمل جاهدا على منع أي تخثر حقيقي للعمل السياسي المستقل هذا من جانب، أما الوجه الآخر للصورة، نجد لا السلطة الحاكمة ولا المعارضة لديها برنامج واضح المعالم بل نحلل بعد المباراة عن طريقة اللعب والتشكيلة للجان للإصلاح شكلية.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير