ميسر السردية تكتب : ... من نوازل الدهر
ذات مرة بثني صديق لي تبرمه وشكواه من معارض سابق أنعمت عليه الجهات المختصة بتوزيع النعم والنقم بمنصب تسيل له لعاب المتسلقين على برطم الوطن.
كانت الشكوى من تسرع وحماس ذاك الشخص الذي قلب لكل مواقفه ظهر المجن حتى بات يخرج عن التروي والصبر والهدوء أثناء مناقشة القوانين في دوائرها الأولية -تحت بند النية- للتطبيق أو عدمه مستقبلا .
عندما نتحدث في قانون قد يحتاج لعام من المدارسة والتمحيص والمباعضه لسلك أيسر السبل لطرحه والتعامل معه بدون ضجة أو"دوشة رأس "من المكونات الأخرى…حتى يبدي صاحبنا حماسه الشديد على ضرورة تطبيق القانون والذي لازال في طوره الأول ويحضنا الإسراع والتنفيذ فورا متجاهلا أية تكلفة كانت …
بعد أن نفث صديقي نفس دخان أردف : بدك الصراحة , مش طايقة , يا آلهي شو مقيت هالبني آدم.
قلت له بعد أن أفضى لي ما في جعبته : لا عليك , سيخمد رويدا رويدا, إنه حماس الصدمة, وهول المفاجئة, وترنح الدهشة, لقد "نشف ريقة" و"تورمت شدوقه" وهرمت آماله من أجل هذه اللحظة التاريخية السحرية.
كمشت كمشة ملبس و نهضت… بتستاهلوا أنتو اللي جبتوه… ما أنت بتعرفي مين جابوه .