ميسر السردية تكتب : ..وظل ممسكا بغبار المعركة
…ومرت عليه صهوة ذاك النهار, كان جرحه ينزف كعرق ياسمين تجذر في قعر جدار بيت مقدسي,احتضن ماتبقى من رصاصات والتعب يمنع يده اليمنى التي راحت تتراخى ألما عن مديته, من يرفع خوذته كي يرى الشمس منسدلة كشلال شعر كنعانية على كتف الأقصى الحزين.
حاول أن ينقلب على جانبه الأيسر عله يلمح الدقائق الأخيرة في ساعته ويشهد توقف اللحظة التي يرتقي فيها إلى الهناك حيث أبدية الخلود تعرج من قدميه المرهقة بثقل بسطاره وحنينه إلى رسم الشهادة على باب دار أمه البعيدة , المنتظرة وراء النهر أوبته مع الأحباء.
استند إلى ظهره وبدأ ينفلت عقال الحياة ,فتراخت يده اليسرى عن كمشة التراب , تدحرجت ساعته بقربه ,لمع خاتمه في عين الغروب ,ولامس طرف الخوذة شفتيه ,ما أصعب وخزة الحجر تحت الخاصرة, صرخت رصاصاته في قلب الوحدة … ما بال المطر توقف في عز الصيف…لو تمر بنا سحابة من فوق الصخرة … نم قرير العين .. سيمر العابرون من هنا … سنقص حكاية السيف الذي ظل منفردا شاهدا على تاريخ نهارك الطويل …. أبكيتني ,, وكأنني أمك , ابنتك , حبيبتك , كأي امرأة تبكي من لا يعودون… …..شهيدنا الحبيب الذي تزحزح التراب عن مقتنايته الجميلات ….لذكراك المجد ولروحك الخلود.
… من وحي مقتنيات شهيد من شهداء الجيش العربي المصطفوي ظلت معلقة بأنامل القدس