د. صبري الربيحات يكتب: بداية غير موفقة للمجلس الجديد

{title}
نبأ الأردن -






الوجوه البهية لنواب المجلس التاسع عشر طلت علينا وهي مليئة بنشوة الفرح والنصر وهذا حق لهم لا احد ينازعهم عليه. المؤسف ان بعض الاعضاء الجدد للمجلس اطلوا في مهرجانات اقاموها والبلاد تحت حظر اقره امر دفاع يمنع اي مواطن مغادرة مكان اقامته ويمنع التجمهر ويعاقب من لا يرتدي الكمامة ويجرم من يحمل السلاح في الاماكن العامة ويعاقب من يطلق النار ومن يروع الناس.





جملة الجرائم التي تم ارتكابها من قبل بعضهم، كاستعراض وتجول وقيام برعاية ومباركة اعمال الخروج على القانون كافية لمعاقبته وسجنه وربما اسقاط عضويته في المجلس لارتكابه كل هذه الجرائم التي تتجاوز عقوبتها السجن لسنوات.





لا أعرف ما الذي يدور في رأس رئيس حكومتنا ووزير داخليته وجهاز الضبط الاداري وهم يشاهدون المهرجانات والمواكب التي جابت شوارع واحياء المملكة التي من المفترض انها ممتثلة لاوامر الدفاع وملتزمة بالحظر الذي اعلنت عنه الحكومة قبل ايام في مؤتمر صحفي ازعج الكثير من الناس.





كيف لهذه الحكومة ان تواجه المجتمع وتطالبه بالامتثال والانصياع وهم يشاهدون وعلى مدار الساعة عشرات الالاف يجوبون الشوارع
ويطلقون النار ويخرقون قواعد الحظر ويخالفون قواعد التباعد وشروط الصحة العامة دون ان نسمع عن اعتقال شخصية واحدة من الشخصيات التي رعت حوادث الاختراق وشاركت في الخروج على القانون وتعريض صحة المواطن والمجتمع لمخاطر انتشار وتفشي الوباء الذي اصبح قدرا يواجهه الجميع ويربك قدراتنا الصحية ويخلخل كل القواعد والشروط والاوضاع التي استقرت عليها حياتنا.





الاستهلال الذي اطل به النواب المنتخبون على الشعب الاردني والاعلام استهلال غير موفق فمن غير المقبول ولا المعقول ان تكون اطلالة اعضاء المجلس الجديد في حادثة يشاركون فيها في اختراق القانون ويساهمون في اعمال وافعال تهدد امن وسلامة المجتمع وتظهر استقواء على الدولة ومؤسساتها.





يعرف الجميع ان الانتخابات اجريت في اوقات عصيبة واستثنائية. في كل ارجاء البلاد حاول الناس ان يكيفوا اوضاعهم للتعامل مع القوانين التي تحكم العملية. وفي اجواء الفاقة والجوع والحاجات الاقتصادية الملحة لم ينتظر الكثير من الناخبين المنظرين ولا الساسة والمبشرين بل تجاوبوا مع كل من عرض عليهم المساعدة الطارئة التي قد تسد بعضا من حاجاتهم.





في العديد من ارجاء البلاد لم يقبل الناس على الصناديق ولم ير الكثير من الناس أثرا للصفات التي ألصقها القائمون على ادارتها حيث استولى بعض المرشحين على مناطق كاملة واعلنوها مناطق مغلقة في سلوك لا يخلو من البلطجة والاستعراض وقد تحولت الاصوات الى سلع يجري عرضها في الاسواق وتتم المزاودة عليها مرة وثانية وثالثة.





الحكومة التي تجابه جائحة الكورونا وتحاول التعامل مع تبعاتها الاقتصادية وترفع شعار سيادة القانون وسرعة الاستجابة الى كل خرق من خروقاته وضعت نفسها اليوم تحت وابل من الاسئلة حول صحة هذا الادعاء. لا أعتقد ان اي مواطن سيصدق ما يقال في المؤتمرات الصحفية حول جدية الحكومة في التعامل مع الخروقات والاشخاص والمواقف ان لم تبرهن للناس على قدرتها على معاقبة الكبير قبل الصغير وبوضوح وعلنية فالمواربة والمسايرة لا يصنعان وطنا قويا بل يهيئان البيئة للفساد والخروج على القانون.





الغد







تابعوا نبأ الأردن على