محمود الدباس يكتب : عندما يسافر "التلفزيون" ويركن على "الاذاعة"!..

{title}
نبأ الأردن -

بالامس كدت ألا اصلي الجمعة وذلك لاركاني كعادتي على تلفزيوننا الغالي بتذكيري بموعد الصلاة.. حيث قالت لي زوجتي "في مشكلة؟!.. التلفزيون مش باثث الصلاة".. فأجبتها على الفور.. يبدو ان التلفزبون سافر.. فسقطت عنه صلاة الجمعة.. بينما الاذاعة المسكينة بقيت هنا وقامت بما هو مطلوب منها..





هذه الحادثة جعلتني اتجرأ واكتب عن مؤسستنا الوطنية "مؤسسة الاذاعة والتلفزيون" والتي نجلها ونحترمها كصرح وطني شامخ.. لا نقبل له ولا عليه الانتقاد.. فكنت قبل فترة قد كتبت مقالة انتقد فيها وضع المؤسسة من وجهة نظري كمتلقي للخدمة.. ولكن احد رؤساء التحرير طلب مني التريث لعل الامور تصبح افضل.. واحترمت رأيه..





ولكن عندما ارى ما قامت به مؤسستنا الوطنية منذ يوم عرفة الى يوم الجمعة.. فاجد انني اظلمها واظلم نفسي ان لم اتحدث عما في خاطري..





اكتب هذه الكلمات وكلي يعتصر الما على واقع برامج مؤسسة الاذاعة والتلفزيون.. التي ومنذ الصغر فتحنا اعيننا واذاننا على اثيرها الوطني الراقي والرائع..
ولن اشخصن الطرح.. فليس لي مطمع او مصلحة سوى مصلحة مؤسستنا الوطنية..
وساطرق الموضوع واحلله من وجهة نظري كمستمع ومشاهد ومتلقي لهذه الخدمة..





فلا زلت اذكر اول جهاز تلفزيون اشتراه والدي -عليه رحمة الله- من محلات "بشارة قموه" في السلط.. وكان احد اسباب جَمعة ولمة الاقارب في "حوش الدار" في حي الجدعة.. وكانت تحلو التعاليل على وقع المسلسلات الاصيلة.. والاغاني.. والبرامج الثقافية والترفيهية.. والتي اذكر بانها كانت تتسم بعدم التكرار ولا تستمر لمدة طويلة..





وعلى غرار ذلك اذاعتنا الحبيبة.. اذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.. فلا يمكن لي ان انسى صوت كوثر النشاشيبي ونعيمة الدباس ومحمود ابو عبيد وثلة من القامات الاعلامية التي خطفت العقول بحسن وقوة ادائها..





والمتتبع لمسيرة هذه المؤسسة العريقة.. لن يجد بدا من توجيه العتب واللوم البناء لمن هم يديرون دفتها..





ومن هنا دعوني اقول لادارة التلفزبون باننا كاردنيين نفتخر في هذه المؤسسة ولا نستغني عنها في العديد من الاوقات والمناسبات..
فعندما تعلم ادارة التلفزيون بان يوم عرفة اصبح كاحد ايام شهر رمضان.. فلا تكاد تجد بيتا الا وفيه الصائمين.. فاجد ان ذلك اليوم بقدسيته ومكانته عند الجميع افتقر لفقرة روحانية ايمانية قبل صلاة المغرب.. تحترم فيها مشاعر المواطنين وتزيدهم روحانية..
وعندما اجد ان صلاة الجمعة قد أسقطت مع سبق الاصرار.. اعلم تمام العلم غير القابل للتشكيك ان ثمة امرا خلف ذلك..
وعندما اتابع البث التلفزيوني خلال ايام العيد ولم اشاهد سوى التكرار والاجترار من مكتبة التلفزيون.. اعلم ان قصورا كبيرا ينتاب ادارة البرامج فيه..
فلن اضع في ذهني اي تآمر على موضوع الدين إطلاق.. ووضعت هذه الجملة حتى لا يتبادر لذهن اي قارىء هذا الموضوع.. فالتلفزيون الاردني على العهد والوعد ولن يخرج عن ثوابت ومبادئ الأردن الراسخة..





لكنني اضع تساؤلاً حين ارى ما قدمته الشاشة طيلة ايام العيد.. هل طواقم التلفزيون الفنية لا تكفي لعمل مناوبات وورديات لتقديم الاساسيات والمعتاد من البرامج؟!..
وهل انعدم وجود طاقم بث خارجي حتى ولو لفترة نقل شعائر صلاة الجمعة فقط؟!..
لن اسمح انا ولا غيري بهذا العذر.. فعندما نشاهد محطات التلفزة المحلية والعربية والتي لم تستمر على نفس نهجها ومنوالها في الايام العادية فحسب.. بل زادت من تنوبع برامجها.. اجد ان تقصيرا كبيرا وكبيرا جدا اكتنف عمل وادارة التلفزيون..





وا اسفي.. نلوم على الدكتورة الفلانية والمفكر الفلاني بانه يضرب الدين من هنا وهناك.. اليس التلفزيون بفعلته هذه.. هو اقوى اثرا على المواطن من أولئك الناعقين؟!.
وهنا لا بد لي ان احمد الله على استمرار نشرات الاخبار كما هي.. ولم تضعوا لنا نشرات مسجلة من الارشيف!..





لن يلهيني تقصير وغياب تلفزيوننا الحبيب عن اذاعتنا الوطنية الغالية.. فاسمحوا لي بان اسجل شكري وامتناني باحرف مكتوبة بماء الذهب.. الى كافة العاملين في الاذاعة الاردنية.. من مديرها ومدير برامجها ومذيعيها ومعديها والطواقم الهندسية والادارية.. والذين لا تربطني بهم اي مصلحة غير مصلحة الاردن الذي نحب ونعشق ونفتدي..





فمن متابعتي للاذاعة طيلة ايام العيد وانا اتنقل بين المحافظات لتقديم واجب التهنئة.. لم اشعر بان اثير الاذاعة تغير او هبط مستواه.. فعلى العكس تماما.. كانوا يقدمون مواضيع مختلفة من خلال برامج تبث مباشرة.. ومنذ الصباح الباكر..
فقد استمعت لشخصيات رسمية تحدثت على الهواء مباشرة.. كمعالي وزير الاعلام.. ومفتي عام المملكة.. ومدير الدوريات الخارجية.. وادارة السير.. ودائرة الارصاد الجوية.. وامانة عمان.. والعديد العديد من الاطباء والناشطين والمفكرين في كافة مناحي الحياة.. والتي تختص في هذه المناسبة.. ولا انسى المواطنين الذين شاركوا في بطاقات المعايدة وكانوا متفاعلين جدا..





فان سمح لي كادر الاذاعة كاملا دون استثناء.. بان اتشرف بقبولهم هذه الكلمات.. لتعبر لهم عن فخري واعتزازي بهم.. لما يقومون به من جهد كبير في المناسبات الوطنية والدينية.. ولم يهبط مستواهم.. لا بل تركوا اهلهم واصدقاءهم في العيد ليقدموا لنا المفيد والمسلي والجديد..





وفي الختام اقول.. ان ابناء جيلي.. ونحن الذين عاصرنا الزمن الذهبي والجميل للاذاعة والتلفزيون.. وكذلك من هم اكبر سنا او اصغر بعدة سنوات.. لن نسامح القائمين على ادارة التلفزيون.. من عطوفة المدير العام الى اي مسؤول له حق اتخاذ القرار.. والذي نعتز ونفاخر به كمؤسسة وطنية على هذا الوضع الذي نلمسه.. مقارنة مع المحطات التلفزيونية التي ولدت بعده بسنوات كثيرة..





كم اتمنى على هؤلاء الاداريين -إن لم يكونوا على قدر هذه المهمة- أن تكون عندهم الشجاعة الكافية.. والحمية الوطنية.. وان يعلنوا بكل رجولة عجزهم عن تقديم ما هو جديد.. وخلاق.. وبراق.. ويكتنز بمحتوى يرقى لذوق المشاهد.. وبالتالي التنحي عن هذا المكان الحساس والخطير.. والذي هو تكليف وليس تشريف.. واعطاء الفرصة لمن هم اقدر على رفع مستوى ومحتوى البرامج.. الى القدر الذي يضاهي غيرها من المحطات..





حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
ابو الليث..


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير