ميسر السردية تكتب : من أنثروبولوجيا الصحراء .. حرارة الصيف

{title}
نبأ الأردن -


اللفظة العامية في لهجة أهل البادية هي خوات قيس "أخوات قيس" و المقصود هو على ما أعرف مجنون ليلى قيس بن الملوح الشاعر شاعر الحب الشهير.
كانت جدتي رحمها الله بعدما ترتفع الشمس بعض الشىء- تقريبا وقت ما يعرف بالضحى- تقول: أيوه , اليوم مبين شوب كثير, هاي خوات قيس صارن يصرخن.
سألتها شو هن هذول ؟ قالت هذول طيور .. لما انهبل اخوهن قيس وساح بالبرية, راحن يبحثن عنهن في كل مكان, ولما عثرن على قيس ميتا تحولن من هول الصدمة إلى طيور, ومن ذاك اليوم يخرجن فقط في أيام الحر الشديد, ويبدأن النعيق " يا قيس قم .. ياقيس قم".
كنت اسمع صوت الطيور ولكن لم أر اشكالهن, وبالفعل عندما أردد معهن الكلمات على النغم أشعر أنهن يُرددن ما رسخ في عقلية أجدادي عن هذه الأقصوصة التي بواسطتها يستدلون على طقس يومهم ذاك …. قد لا نعتمد ما وقر في أذهانهم في معقولنا , لكن من خلال المتابعة وحب الإطلاع كنت أقرن ما بين توقيت أصوات تلك الطيور و إرتفاع درجة الحرارة ….أطوف بالخيال حول ليلى وقيس أبطال حكايتنا ,و أرسم المشهد بحزن وأنا أتقلب أمام المروحة …الحمد لله أن قيسا لنا…. !!!


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير