د. وليد العريض يكتب: رسالة معايدة ومحبة
نبأ الأردن -
إلى جيراننا المسيحيين،
في الأردن وفلسطين،
وفي كل مكانٍ وقف فيه إنسانٌ شريف مع فلسطين ومحنتها،
أقول من القلب: عيدُ ميلادٍ مجيد، وكل عامٍ وأنتم بخير.
في هذا الزمن الصعب،
حيث يحاول العدو أن يزرع الكراهية بين أبناء البيت الواحد،
نختار نحن طريقًا أقدم وأصدق:
طريق المحبة، والتلاحم الوطني، والروح الإنسانية التي لا تُهزَم.
المسيح ابنُ هذه الأرض،
تعمّد في نهر الأردن،
ومشى على تراب فلسطين،
وكان — وما زال — رمزًا للعدل، والرحمة، والانتصار الأخلاقي على الظلم.
قبل أن تُصادَر قصته،
وقبل أن يُحتكر اسمه،
كان المسيح صورةً حيّة للإنسان المقهور الذي ينتصر بالمحبة لا بالسيف.
ومن ذاكرتنا منذ الطفولة،
نتذكّر جيدًا أن صورة العذراء وابنها
كانت تزيّن بيوت المسلمين
قبل أن تزيّن بيوت المسيحيين،
لا كطقسٍ ديني،
بل كرمزٍ للطهارة،
والأمومة،
والقداسة الإنسانية المشتركة.
هكذا كنّا،
وهكذا يجب أن نبقى.
في محنة غزة،
قال قسيسٌ فلسطيني جملةً تختصر تاريخ التعايش كلّه:
«إذا أُقفلت المساجد، ستُؤذِّن الكنائس».
لم تكن عبارةً عاطفية،
بل حقيقةً وطنية:
فالمساجد والكنائس في فلسطين والأردن
مؤسسات ضمير،
وحين يُستهدف الوطن،
تتقدّم الأخلاق على الطقوس.
نحن أبناء وطن واحد،
مسلمين ومسيحيين،
يجمعنا الخبز والملح،
ويجمعنا الزيتون الذي يحاول الاحتلال سرقته،
ويجمعنا الألم نفسه،
والأمل نفسه.
نترك الكراهية
لمن يحتل بلادنا،
ويقتل أبناءنا،
ويقتلع زيتوننا،
أما نحن
فنحمل المحبة
كسلاحٍ أخلاقي
لا يُكسَر.
لهذا،
إلى جيراننا المسيحيين في الأردن وفلسطين خاصة،
وإلى كل الشرفاء في العالم
الذين وقفوا مع حقّنا لأنّه حق،
لا لأنّه طائفة:
شكرًا لكم،
وشكرًا لضمائركم،
وشكرًا لأنكم أثبتم أن فلسطين
قضية إنسانية
قبل أن تكون قضية سياسية.
عيدُ ميلادٍ مجيد،
وكل عامٍ وأنتم بخير،
وكلنا — معًا — أبناء هذه الأرض،
نحميها بالمحبة،
ونصونها بالوحدة.

























