حمادة فراعنة يكتب: الأردن وطن الأردنيين

{title}
نبأ الأردن -
تخرصات عدوانية، تعكس حالة غباء وضيق أفق، من قبل أي ممن ينتمي للمستعمرة الإسرائيلية، سواء كان وزيراً، أو صحفياً، أو مما يفعل ويعلم ويفكر، بقوله: « إن الأردن هو الدولة الفلسطينية».
أقول وأرد عليه ليس من باب أنني مستفز أو لدي قلق، على واقع بلدنا ومكانته ومستقبله، بل من باب التوضيح والوضوح والواقع والمستقبل.
بداية السؤال لمن يتطاول في تفكيره على الأردن، واقول له بداية انت من أين؟ أين ولدت ؟؟ والدك واسرتك من أي مكان، من أي خارطة، من اي مجتمع أجنبي انت واسرتك، من اين رحلتم إلى فلسطين؟؟ هل حقاً بلدك فلسطين : ولدت فيها او والدك ووالدتك ولدوا فيها؟؟ إذا كان كذلك فكما سبق وقالت جولدا مائير أنا فلسطينية، وكذلك شمعون بيرس وحتى قبلهم بن غوريون، للاستدلال أنهم من هذه الأرض المسماة فلسطين، والتي كانت اسمها فلسطين كما يقول شاعر فلسطين محمود درويش وستبقى: فلسطين.
مع أن هؤلاء جولدا مائير وشمعون بيرس وبن غوريون أيضاً اتوا مع عائلاتهم من أوروبا ولم يولد واحد منهم في فلسطين، بل إن سلطات الانتداب، الاحتلال البريطاني اعطتهم هويات فلسطينية، لأن المندوب البريطاني كان يهودياً صهيونيا، وينفذ برنامج الاستعمار البريطاني مع الحركة الصهيونية لفلسطنة القادمين الأجانب وجعلهم فلسطينيين، وقد جاءوا إلى فلسطين:
1 - إما هاربين من الاضطهاد الأوروبي.
2 - أو اتوا مستعمرين بعقلية بناء المستعمرة الإسرائيلية على أرض فلسطين العربية.
3 - أو جاءوا مستثمرين، في كل الاحوال كما قال لهم النائب الشيوعي الباسل الشجاع عوفر كسيف ابن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، من على منبر الكنيست:
«أحب أن أذكركم أن هذه الأرض، ويقصد فلسطين، لها أصحاب أصليون هم الشعب الفلسطيني».
ولذلك فلسطين للفلسطينيين مهما طغت وتغولت الصهيونية وكبرت على أرض فلسطين، سيكون نهاياتها كما كل المشاريع الاستعمارية التي ولت وهُزمت واندحرت، لأنها قامت على الظلم والاستبداد وسرقة أوطان الأخرين.
نعم نحن في الأردن لدينا فلسطينيون مشردون عن بلدهم، ولدينا سوريون هربوا من الحرب والقتل، ولدينا عراقيون ويمنيون وليبيون، وغيرهم يتجاوزون الثلاثة ملايين، لسبب جوهري أن شعبنا الاردني يثق بنفسه، وأن نظامنا الوطني قام على أساس القومية، ومنطق الثورة العربية وفلسفتها َودوافعها، وهو تراث نتباهى به ونفخر.
وهذا لا يُضر بنا ولا يؤذينا ولا يُمزق مجتمعنا المتماسك الموحد وطنياً وقومياً ودستوريا، مع نظامنا السياسي المستقر، رغم كل الازمات التي تعيشها شعوبنا العربية المحيطة بنا شمالا وشرقا وغربا.
الأردن، قلعة صمود، حائط صد للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، ونحن كأردنيين أداة رافعة داعمة للشعب الفلسطيني من أجل:
1 - البقاء والصمود على أرضه ووطنه الذي لا وطن له غيره؛ فلسطين.
2 - و من أجل دعم نضاله لاستعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة: أ- المساواة في مناطق 48، ب- الاستقلال لمناطق 67، ج- العودة للاجئين إلى المدن التي سبق وطُردوا منها واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.
المشلكة في فلسطين لدى المستعمرة الإسرائيلية وعلى من يدعي حرصه على السلام والبقاء، عليه أن يحل مشكلته وصراعه مع الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وليس خارجها، وغير ذلك أوهام، واحلام يقظة يبددها الواقع والمعطيات.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير