ميسر السردية تكتب : مشاهد

{title}
نبأ الأردن -
المشهد الأول يصفه الصحفي الأميركي إي. إف. ستون في كتابه" "تحت الأرض إلى فلسطين"، الساعات الأخيرة من رحلته إلى حيفا على متن الباخرة التركية "إقبال"، التي نقلت اللاجئين اليهود الناجين من معسكرات الاعتقال في ألمانيا في رحلتهم إلى فلسطين. يقول:

"وكانت السفينة قد اقتربت من الشاطئ عند الفجر في مكان يقع شمالي جبل الكرمل، وحين لاح الضوء وأشرقت الشمس، سمعت صوتًا يدوي في السفينة: إنها أرض إسرائيل! شاهدنا جبل الكرمل فوقنا، ومدينة حيفا ما تزال نائمة في تلك الصبيحة المشمسة. وغمرت اللاجئين بهجة، وراحوا ينشدون "هاتيكفاه"، النشيد الوطني اليهودي، ويقفزون فرحًا، ويتبادلون القبلات، ويتعانقون على ظهر السفينة".

المشهد المقابل يصوره غسان كنفاني في مجموعته القصصية "أرض البرتقال الحزين":

"في الناقورة، توقفت عربتنا إلى جانب عربات أخرى كثيرة، وراح الرجال يسلمون أسلحتهم إلى الضباط الذين تمركزوا هناك من أجل هذه الغاية بالذات. وحين جاء دورنا، شاهدت البنادق ملقاة على الطاولة، كما شاهدت قافلة الشاحنات الطويلة، مخلفة أرض الليمون وراءها، وهي تنتشر على الطرق المتعرجة باتجاه لبنان. عندها بدأت بالبكاء والعويل. أما بالنسبة لأمك، فراحت ترمق بنظرها أشجار البرتقال بصمت".

* روبرت فيسك. (صراعات الشرق الأوسط وحرب لبنان) .
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير