حمادة فراعنة يكتب:فلسطين وطن الفلسطينيين

{title}
نبأ الأردن -
كما هو الأردن، وطن الأردنيين، وللأردنيين وحدهم، وسوريا وطن السوريين، والعراق للعراقيين، والخليج العربي للخليجيين، ومصر للمصريين، والمغرب للمغاربة، فلسطين هي وطن الفلسطينيين، ولا وطن لهم غيره، ولا بديل لهم عنه.
الثورة الفلسطينية، انطلقت، انفجرت، نمت، عبرت عن تطلعات أبناء المخيمات، وطموحاتهم في العودة إلى المدن والقرى التي سبق وطُردوا منها:
إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا وبيسان وبئر السبع، هكذا كانت، وهكذا عملوا كي تكون.
أبناء المخيمات واللاجئين هم رواد الثورة الفلسطينية، وأداتها، ومفاعليها: ياسر عرفات ورفاقه خليل الوزير وصلاح خلف، و جورج حبش ورفاقه، وأحمد جبريل ورفاقه، وعبد الوهاب الكيالي ورفاقه، وطلعت يعقوب وأبو العباس ورفاقهما، ومن ثم قادة حماس وتضحياتهم، وحركة الجهاد وعنادهم، جميعهم أو أغلبيتهم لم يكونوا أبناء القدس نابلس والخليل وغزة، بل كانوا أبناء المخيمات، أبناء العائلات المشردة المطرودة، المهجرة من فلسطين، بعد الاحتلال الأول عام 1948.
بقوا كذلك، وبقي قادة الثورة الفلسطينية وكوادرها وقواعدها العاملة المنخرطة هم من ابناء اللاجئين على الأغلب، وانفجرت شرارتها خارج فلسطين، حتى تمكن الرئيس الراحل ياسر عرفات اعتمادا على:
1- نتائج الانتفاضة الأولى عام 1987، 2- اتفاق أوسلو عام 1993، نقل العنوان والصراع والأدوات الحاضنة من المنفى إلى الوطن، إلى فلسطين.
وهذا الانتقال عكس نفسه على ماهية ونوعية العاملين المنخرطين وأدوات الفعل الكفاحي، من أبناء اللاجئين إلى أبناء المدن وعائلاتهم وقياداتهم، حيث بات التحول من الفاعلين من أبناء المخيمات والشتات واللاجئين، إلى أبناء المدن: القدس طولكرم جنين نابلس اريحا وغزة وخان يونس، لأن الوضع أصبح على الأرض وفي الميدان.
أبناء مناطق 48، أبناء الناصرة وشفا عمر وكفر قاسم وام الفحم وأبناء القرى لم يكونوا خارج دائرة الفعل، بل شركاء بالفعل الفلسطيني، ولكن بأدوات ووسائل تتفق وظروفهم وامكانياتهم، فكان يوم الأرض في 30 آذار، الذي شكل المقدمة الكفاحية العملية للنهوض الوطني الفلسطيني في مناطق 48، وتتطور في حالة نهوض تراكمية، في الانتخابات البلدية التي هزمت  الأحزاب الصهيونية وأفعالها لدى المجتمع العربي الفلسطيني، ونمت القوى  السياسية الوطنية القومية وتعبيراتها ونوابها ومجالس طلبتها ورؤساء بلدياتها ليشكلوا جسما مانعا لمحاولات الاختراق الصهيوني.
في إحصاءات عام 2022، بلغ عدد الفلسطينيين على كامل أرض فلسطين سبعة ملايين و142 ألف عربي فلسطيني، ولذلك يطرح السؤال الاستفزازي نفسه: هل يمكن إقامة دولة يهودية على كامل أرض فلسطين، وعليها وفيها أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني؟؟
 والسؤال الآخر الأكثر استفزازا هل يمكن طرد وتشريد وابعاد سبعة ملايين عربي فلسطيني عن بلدهم ووطنهم إلى خارج فلسطين؟؟ وهل هم يقبلون الرحيل؟؟، وهل الوضع الدولي والاقليمي يسمح لهم بذلك؟؟، وهل البلدان العربية المجاورة المحيطة بفلسطين تسمح لهم بطرد الفلسطينيين إليها؟؟
الصراع في فلسطين وعلى أرضها، بين مشروعين: المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وإنهاء الصراع لا يقوم إلا على واحد من الخيارين: 1-  إما تقاسم الأرض وفق قرار الأمم المتحدة 181، حل الدولتين، أو 2- تقاسم السلطة بين الطرفين، دولة واحدة بهويتين فلسطينية وإسرائيلية، وقوميتين عربية وعبرية، متعددة الديانات من المسلمين والمسيحيين واليهود والدروز، وتقودها سلطة واحدة نتيجة إفرازات صناديق الاقتراع.
الحل في فلسطين، وعلى أرض فلسطين، من البحر إلى النهر، وأن أوهام تضليلية لغير ذلك، مجرد اوهام ، واطالة الصراع  واستمراريته، وها هي المستعمرة مارست كل أنواع الإجرام والقتل مقرونة بالتفوق التسليحي، والدعم الأميركي، هل تمكنت من هزيمة أهل غزة؟
 هل تمكنت المستعمرة من هزيمة المقاومة، مع أنها كانت تعمل على تصفيتها، و لكنها اضطرت مرغمة قبول التوقيع معها على اتفاق وقف إطلاق النار يوم 10 اكتوبر 2025؟؟
الأردن بلد الأردنيين، وللأردنيين فقط، وفلسطين هي وطن الفلسطينيين كانت وستبقى، وهذه ليست اماني أو رغبات، بل هي وقائع فرضها الفشل الإسرائيلي بعد أن تمكنوا من احتلال كامل أرض فلسطين، ولكنهم فشلوا استراتيجياً من طرد وتشريد وترحيل كامل الشعب الفلسطيني عن أرض وطنه: فلسطين.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير