د. وليد العريض يكتب:بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

{title}
نبأ الأردن -
العربية… من لغة حضارة إلى فقرة احتفالية

لم تعد أزمة اللغة العربية مسألة نحوٍ أو صرف، ولا خلافًا معجميًا عابرًا، بل تحوّلت إلى أزمة قرار سياسي وثقافي ومعرفي.
العربية اليوم لا تُقصى صدفة، بل تُدار خارج مراكز الإنتاج العلمي، وتُستدعى فقط حين يحين موعد التصفيق.
لغة نراها مرة واحدة في السنة
لنقلها بوضوح:
العربية لا نراها هذه الأيام إلا في اليوم العالمي للغة العربية.
مؤتمرات وخطب ولافتات ملوّنة وتصفيقٌ عابر… ثم في اليوم التالي:
يعود الطب إلى الإنجليزية
تعود الهندسة إلى الإنجليزية
يعود الحاسوب إلى الإنجليزية
وتعود العربية إلى الهامش
لغة تُستدعى للاحتفال… لا للاستخدام.
مجامع لغوية بلا مشروع جامع
كيف تُدار لغة أمة من المحيط إلى الخليج عبر مجامع قُطرية متفرّقة؟
لكل دولة مصطلحها، ولكل جامعة مرجعها، بلا مجمع عربي قومي موحِّد يملك سلطة معرفية حقيقية.
هكذا فُكِّكت العربية سياسيًا، وأُلحقت بالحدود، وفقدت بعدها الحضاري الجامع.
تعريب في الخطاب… وتغريب في التعليم
يُقال إن العربية قادرة على استيعاب العلوم—وهذا صحيح.
لكن الواقع يقول إن:
العلوم تُدرَّس بغيرها
المناهج تُستنسخ من الخارج
الاعتماد أكاديمي أجنبي
والجامعة العربية تتباهى بكونها "دولية”… أي غير عربية
كيف نطالب لغةً بالتقدّم وقد أُبعدت قسرًا عن مختبراتها؟
الجامعة العربية… حين تصبح ضد لغتها
الجامعة العربية اليوم:
تكافئ من يكتب بالإنجليزية
تهمّش من يكتب بالعربية
تشترط نشرًا أجنبيًا للترقية
ولا تمنح وزنًا حقيقيًا للبحث العربي
الباحث العربي يُدرَّب على التخلي عن لغته بوصفه شرط نجاح.
الترجمة: الفضيحة الصامتة
بينما تترجم دول مثل اليابان وكوريا وإسبانيا آلاف الكتب سنويًا،
يترجم العالم العربي أرقامًا هزيلة:
بلا مشروع قومي
بلا تمويل مستدام
بلا ربط بين الترجمة والجامعة والعلم
الترجمة عندنا حدثٌ موسمي، لا سياسة معرفية.
نوبل… استثناء لا يُغيّر القاعدة
يُستدعى اسم نجيب محفوظ كلما ذُكر سؤال العالمية.
نعم، فاز بنوبل—لكن:
فاز كاتبًا لا لغةً
عبر الترجمة إلى الإنجليزية
دون مشروع ترجمة عربي جامع
ولم تتبعه حالة عربية ثانية
في المقابل، حصدت آداب أخرى عشرات نوبل.
نوبل واحدة خلال قرن لا تعني حضور لغة، بل تكشف عزلتها.
وأين جوائز اللغة العربية؟
السؤال المباشر: هل توجد جائزة عالمية مرموقة للغة العربية نفسها؟
الإجابة الصريحة: لا.
توجد جوائز أدبية وشعرية وترجمات محدودة،
لكن لا توجد:
جائزة تفرض العربية لغة معرفة عالمية
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير