امل خضر تكتب الأردن ليس مادة شماتة بل حقيقة راسخة لا تهزّها الأقلام الحاقدة
نبأ الأردن -
ليست المرة الأولى التي يخرج فيها صوتٌ مأزوم، محمّل بالأحقاد، ليحاول النيل من الأردن؛ دولةً وشعبًا وتاريخًا. لكنها المرة التي تستدعي أن يُقال الكلام بوضوح
الأردن لا يُقاس بنتيجة مباراة، ولا تُختصر مكانته في مقالٍ مشحون بالكراهية، ولا تُسقِطه شتائمٌ كتبت من زاوية ضيقة لا ترى إلا بمرآة الغضب.
إن الأردن ليس طارئًا على التاريخ، ولا دولةً عابرة تبحث عن اعتراف. هو وطنٌ كُتب اسمه على خرائط السياسة قبل أن تُكتب أسماء كثيرين، وحُفر حضوره في ذاكرة الإقليم حين كانت الشماتة ترفًا لا يعرفه الرجال.
الأردنيون هم أبناء أرضٍ علّمت الجغرافيا معنى الثبات، ودرّبت الإنسان على الكرامة لا على الاتكال.
هم أحفاد الثورة العربية الكبرى، وحماة بوابة المشرق، وسند فلسطين حين صمت كثيرون، وملاذ الملهوف حين أغلقت الأبواب.
الأردني لا يُعرّفه النفط، ولا تختصره الثروات الطبيعية، لأن قيم الدول لا تُقاس بما تحت الأرض بل بما فوقها
شعبٌ متماسك
مؤسساتٌ صلبة
جيشٌ محترف
وأمنٌ يُضرب به المثل
وهذا ليس ادعاءً، بل حقيقة شهدت بها عواصم القرار، واعترفت بها القوى الكبرى قبل الأشقاء.
الأردن دولة وزن لا ضجيج
في إقليمٍ يعجّ بالفوضى، بقي الأردن صوت العقل، لا يساوم على سيادته، ولا يبيع مواقفه، ولا يرفع شعارات جوفاء.
تحت قيادة الملك عبدالله الثاني، حافظ الأردن على توازن دقيق بين الثوابت الوطنية والانفتاح السياسي، وبين دعم القضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين، وحماية أمنه الوطني دون وصاية من أحد.
الأردن لم يشتم أحدًا ليُثبت نفسه، ولم يحتج لتشويه الآخرين ليصنع مكانته.
الكرامة قبل الوفرة نعم
الأردن ليس دولة نفط، لكنه دولة اعتماد على الذات، دولة تبني الإنسان قبل البنيان، وتراهن على التعليم والكفاءة لا على الصدقات.
وإن كانت المساعدات موجودة، فهي شراكات سياسية واقتصادية معلنة، وليست "منة” من أحد، فالأردن يدفع مقابلها أثمانًا سياسية وأمنية يعرفها من يفهم منطق الدول لا لغة المقاهي.
رياضيًا: الخسارة ليست سقوطًا
أما الرياضة، فهي أخلاق قبل أن تكون كؤوسًا.
الأردن لا يحتفل بخسارة أحد، لأن ثقافة الشماتة ليست من شيم النشامى.
النشامى اسم لا يفهمه إلا من عاشه
النشمي ليس من يصرخ، بل من يقف.
ليس من يشتم، بل من يحمي.
ليس من يشمت، بل من يصبر.
والأردنيون، نشامى بالفعل، لأنهم اختاروا الكرامة طريقًا، والدولة نهجًا، والاعتدال موقفًا، حتى حين أساء الآخرون.
الأردن باقٍ بشعبه،بجيشه،بقيادته،
وبتاريخه الذي لا تمحوه افتتاحية، ولا تنال منه لغة كراهية.
ومن أراد أن يعرف من هم الأردنيون، فليقرأ التاريخ لا التعليقات،
وليفهم الدول من موقع المسؤولية لا من زاوية الحقد.
أما الشماتة فهي عابرة،والأردن حقيقة لا تزول.
























