د.نضال المجالي يكتب: كأس العالم: المنتخب عمل اللي عليه. احنا عملنا؟
نبأ الأردن -
كلما تحدثنا عن "استثمار مشاركة المنتخب في كأس العالم” تخرج النصائح ذاتها: كلام عام، فضفاض، بلا أدوات، وبلا خطة. لذلك سأذهب بنقاط محددة حتى لا أكون كغيري في النصيحة الفضفاضة، ولنكُن واقعيين: التسويق الحقيقي يبدأ من الآن وحتى يوم المباراة. بعد ذلك لن يهتم العالم بالقصة مهما كانت جميلة، بل بمن يسجّل الأهداف فعليا. هذه هي الحقيقة التي يتجاهلها كثيرون.
الأخطر اليوم ليس ضيق الوقت فقط، بل أن نكرر الخطأ المعتاد: تسليم رقبتنا التسويقية لشركة لا تملك خبرة في التسويق الرياضي العالمي، أو شركة "تنفيذية” تُحسن ترتيب الفعاليات لكنها لا تعرف قواعد اللعب في سوق يراقبه المليارات.
واول ما نحتاجه استحداث رواية وطن لا صور جاهزة: دون تسويف، لن يضيف أحد شيئا إذا اقترح التسويق للبتراء ورم والعقبة فهذا طبيعي ومعروف. المختلف هو قصة الأردن الرياضية – قصة النشامى: الصعود رغم محدودية الموارد، الجمهور الذي صنع حالة استثنائية، واللاعبون الذين يمثلون طبقات ومناطق مختلفة، وفوق كل ذلك حضور ومتابعة ودعم ولي العهد. يجب تحويل هذه القصة إلى محتوى عالمي قصير، لا منشورات محلية.
ثانيا: لنؤمن ان المباريات ليست حدثا بل منصة سياسية واقتصادية: لا يكفي أن نحضر ونرفع شعارا. يجب بناء هوية بصرية موحّدة تظهر في كل تغطية مرتبطة بالأردن: تحليلات، مقابلات، لقطات للجمهور. رسالة الذكاء هنا ليست "زوروا الأردن”، بل "الأردن دولة آمنة، مستقرة، وموهوبة”. هذا يتطلب محترفين، لا شركات تتعلم علينا.
ثالثا: كلنا يعلم ان العالم لا يتحدث العربية، فلنخاطبه بلغته: المطلوب محتوى بلغات عالمية، سريع، قصير، مبني على منطق "الانتشار لا الإعجاب المحلي”. هنا يظهر الفرق بين شركة متخصصة في التسويق الرياضي، وأخرى تقدم خدمات عامة.
واما رابعا: فأننا نحتاج رمزا فوريا، لا محاكاة رموز الآخرين: رمز بصري أو سلوكي أردني: حركة جمهور، شعار عالمي، رقصة "دحيّة"، لحن قصير… "بيت شعر" بجانب الملعب، أي عنصر قادر على الانتشار. "الرمز” أقوى من أي إعلان مدفوع. لكن ابتكار الرمز يحتاج فريقا إبداعيا، لا جهة بيروقراطية.
وخامسا: لا ننسى ان الدبلوماسية الرياضية فرصة لا تُعوّض: فكأس العالم أكبر تجمع عالمي خارج الأمم المتحدة. يجب أن تتحرك السفارات، ووزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة ، لكن تحت منصة موحدة، لا مبادرات متفرقة تضعف بعضها.
-على بلاطة- الوقت ضيق، والفرصة تاريخية، والخطر الحقيقي أن نعيد تكرار المشهد المعروف: كلام كثير، وخطط قليلة، وتسويق متأخر يُسند إلى شركات لا تمتلك خبرة في هذا النوع من المعارك العالمية.
وإن لم نبدأ اليوم—وبشكل مهني لا إنشائي—فسنصل إلى يوم المباراة، ثم نكتشف أن العالم اهتم بمن يسجّل الأهداف… لا بمن كان يملك القصة الأجمل. وعندها سأكون أول من يطالب بتحويل كل معني بالتقصير لهيئة تحقيق مجتمعية لضياع الفرصة.
























