بلال حسن التل يكتب: عن (ابو الخير) واخلاقيات لواء مخابرات
نبأ الأردن -
فجعت يوم الخميس الماضي بنباء وفاة الاخ والصديق ورفيق العمر لواء مخابرات متقاعد محمد العضايلة (ابو الخير) ، بعد صراع طويل مع المرض، لم يفقد خلاله هدؤه وطمأنينته وقدرته غلى التواصل. الإنساني ، بل وقيامه بالواجبات الإجتماعية على أكمل وجه.
بدأت صداقتي باللواء مخابرات محمد العضايلة رحمه الله قبل نصف قرن واستمرت حتى يوم الناس هذا.فقد تعرفت على المرحوم محمد العضايلة (ابو الخير) بداية عام 1972عقب احداث ايلول، يومها كان الاردن يداوي جراحه ويسعى لرص صفوفه ويعمل لاستعادة من تاه به الطريق من ابنائه، في هذه الاجواء تم تأسيس الاتحاد الاردني للطلبه وكان من اعضائه في فرع الجامعة الاردنية محمد العضايلة ورفيق الدرب الاخر المرحوم عبد الحميد المجالي الذي صار فيما بعد من رموز إعلام الدولة الاردنية عندما كان للدولة اعلاما ومعالي السيد قفطان المجالي والدكتور مازن عزالدين التل والمرحوم زياد البخيت العبادي، وكنت امينا لفرع الاتحاد في محافظة اربد لانتي كنت وقتها في المرحلة الثانوية مع رياض عبدالله التل وصالح العمري وغيرهم.
كنا تيارا يدعو ويعمل للالتفاف حول الدولة الاردنية ومؤسساتها وخصوصا قواتها المسلحة ومخابراتها العامة، من خلال التصدي لكل محاولات تشويهها، واعتبار من يدافع عنها عميلا ومخبرا وسحيجا ورجعيا في احسن الأحوال. لكننا لم نبالي بذلك كله ومضينا بمهمتنا ترجمة لقناعتنا وايمانا بوطننا.
كان فرع اربد للاتحاد الاردني للطلبه، وفي إطار نشاطات الفرع استضفنا دولة المرحوم سعد جمعه في محاضره سبقها مأدبة غداء حاشدة اقامها والدي رحمه الله وكان من بين الحضور ابو الخير ومعظم اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الءين تكرر حضورهم لاربد خاصة بعد استشهاد الشهيد وصفي التل وذلك لتقديم واجب العزاء وللمشاركة في المسيرات الحماهيرية التي ظلت تجوب أنحاء اربد لايام عديدة وكان من اعضاء اللجنة التنفيذية المرحوم (ابو الخير) محمد العضايلة الذي كان يتصف بالبساطة والطيبة والعفوية، وهي صفات لم تفارقه منذ ان عرفته طالبا في الجامعة الاردنية الى ان توفي يوم الخميس الماضي، مرورا بحمله رتبة لواء في دائرةالمخابرات العامة الاردنية، ولعل (ابو الخير) يصلح نموذجا لإنسانية وانفتاح دائرة المخابرات العامة الاردنية على ابناء شعبها، فضباط وافراد المخابرات الاردنية خرحوا من رحم هذا الشعب ويحملون جيناته وصفاته، واهمها التراحم والتواصل الانساني، الذي كان ابو الخير نموذجا له، فقد بدأ خدمته في داىرة المخابرات العامة في اربد بعد تخرجه من الجامعة الاردنية وغادر اربد مديرالمخابراتها ، فكان واحدا من ابنائها ليس بينه وبين اهل المدينة حاجزا من الرهبة كما هو الحال بين رجال المخابرات والناس في الدول الاخرى، فقد كان ابو الخير متواجدا في دواوين ومضافات عشائر اربد خاصة في اداء وجب العزاء وكان الناس لا يشعرون بخوف من وجود رجل مخابرات بينهم، دون ان تؤثر هذه العلاقات الآنسانية والاحتماعية على اداء الرجل لواجباته في حماية لامن الاردن، الذي هو خط احمر بالنسبة له ولسائر منتسبي المخابرات العامة.
غادر اللواء محمد العضايلة اربد ليواصل عمله من خلال دائرة مكافحة الفساد التي كانت في البداية جزاء لايتحزاء من دائرة المخابرات العامة، وكان يقودها بطل من أبطال الاردن ورجالاته الذين يشار اليهم بالبنان اعني به معالى لواء مخابرات متقاعد سميح بينو الذي صار فيما بعد وزيرا ونائبا بمجلس النواب لكنه ظل يفتخر بخدمته للاردن من خلال عمله في دائرة المخابرات العامة ويقدمها على ماسواها من المناصب.
وكما هي سنة الحياة فقد جاءت اللحظة التي ترجل فيها اللواء محمدالعضايلة عن جواد العمل الرسمي، دون ان يعني ذلك ترجله عن صهوة العمل للاردن وحمايته، وهي الصهوة التي ظل يمتطيها كما ظلت صداقتنا قائمة الى ترجل عنها بالموت رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
























