شرف الدين ابو رمان يكتب :النكهة الأردنية ظهرت
نبأ الأردن -
انا من جيل ما قبل الستلايت؛ ليس فقط النت وال ai؛ تربيت على السينما المصرية والدراما السورية؛ ومن جيل حطو ع الشام وزبط الانتيل؛ كما كنا ننتظر مباريات كرة القدم العالمية لنستمع الى التعليق التونسي بلهجتهم المحبة - والتي كنا نستمع لها بشغف ونترك المباريات نفسها..-
في تلك الفترة لم تكن النكهة الأردنية ظاهرة؛ إلا من خلال المسلسلات البدوية، والبرامج التعليمية؛ أو المواقف السياسية الوطنية.
في عهد الستلايت؛ انتشرت القنوات اللبنانية؛ أصبحنا نتابعها بشغف بحثا عن اللهجة اللبنانية ( وبس واسترونا)؛ كما ظهرت الجزيرة؛ وكانت ما تقدمه عن الأردن مجرد مظاهرات عن فلسطين.. أو شخصيات معارضة وفقط..
في عصر السوشال ميديا؛ بدأت الشخصية الأردنية في الظهور؛ خصوصا في خفة الظل والنكت، وبدأنا نجد أن الشعب الأردني خفيف الدم، عكس ما يشاع، خصوصا في الكوميديا السياسية؛ ولم نكن بحاجة إلى الذهاب إلى الاكاونتات العربية للقراءة؛ بل التايم لاين كان كافيا لتعرف كل ما يدار..
هذا التقدم؛ ساهم بتوجيه الانظار إلى الأردن اجتماعيا، وليس فقط سياسيا؛ وأعاد انتاج الشعب الأردني امام الشعوب العربية والشعوب العالمية؛ كشعب مثقف متعلم متطور، أخلاقيّ؛ ولديه ما يقدمه..
وهنا لنعترف مع أنفسنا؛ أن التدريب وتأهيل الاردنيين على مهارات الحاسوب؛ وضخ التطور العلمي والتكنولوجي منذ بداية عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين؛ نجني أكله الآن على المستوى الدولي وليس فقط الإقليمي.
هنا؛ يأتي دور تطور كرة القدم الأردنية؛ بالمختصر تحولنا من فريق للعبور إلى دولة للانجاز؛ وكان المنتخب هو عنوان التحول نحو الأردن رسميا..
لم يتوقف الموضوع عند محللين رياضيين اشادوا في المنتخب، بل وجدنا رحلة البحث عن كل ما هو أردني؛ كل ما يملك ثقافة اردنية خالصة؛ أصبحنا نشاهد الشوارع الأردنية في كل فضائيات العالم؛ وصفحات السوشال ميديا تتحدث عن الأردن.
ما يهمني أيضا؛ هو النكهة الأردنية التي قدمها جمهور النشامى؛ اليوم المنسف الأردني؛ والاهازيج الأردنية؛ والشماغ الأحمر أصبحوا (براندات) اردنية خالصة؛ يعرف بها الأردني أينما حل عالميا، وأصبح يتيمز ب النظرة إلى أخلاقه؛ وطنيته؛ وخفة ظله..
النشامى ليسو فقط لاعبي المنتخب - وهم يستحقون -؛ النشامى هم كل من اوصلنا إلى هذا اليوم؛ اليوم الذي أصبحت الأردن وجهة العرب، السوري والفلسطيني واللبناني يفتخر بنا ويرفع علمنا؛ الكبار يخشوننا؛ المغرب تفرح لفوزها على الأردن بعد أن كنا (مباراة تحصيل حاصل)
اليوم أفخر بوطني؛ بشعبه؛ بقيادته؛ بمواقفه؛ مرفوع الرأس؛ ولا يهمني الكأس..
أجزم انها ليست حالة عابرة؛ بل إعلان عن تقدم دائم، فالنكهة الأردنية ستطغى قريبا.. ان لم تكن بدأت..

























