سمير عبد الصمد يكتب:رسالة حب للغتنا العربية
نبأ الأردن -
أيها المُحبُّون لغتَكم العربية:
اتركوها تنطلقُ كمُهرةٍ أصيلةٍ تجري في ميدانها دون عنانٍ.
حرِّروها من قيودِ الجمودِ، وافتحوا أمامَها الحدودَ بلا حدود.
اعشقوها بكلِّ ما لديكم من طاقاتِ العشق.
دللوها بكل ما تختزنون من مشاعرَ صادقة.
حمِّلوها بكلِّ ما تحملون من دفءٍ إنساني.
دعوها تخاطبُ الأدباءَ والشعراءَ والعلماءَ والبسطاء بالأسلوب الذي تهواه.
حصِّنوها بحبِّكم، وافسحوا لها مكانًا رحبًا في أحاديثكم ومجالسكم وأماسيكم.
احترموا رموزها ومجازاتها وإشاراتها ونحوها وصرفها، وحتى صمتها.
دعوها فِناءً واسعًا لفكرِكم وثقافتِكم ووعيِكم.
امنحوها الفرصَ لتحلقَ في أفاق خيالكم، ليقودَكم نحو المتعة المُبهِرةِ والمعرفة الحقيقية.
اذهبوا إليها في الكتبِ والأوراقِ والصورِ والجدارياتِ ووسائلِ التواصل.
لكن، لا توسِّعوا المسافةَ بينكم وبينها، ولا تنعتوها بالجمودِ أو السكون، ولا تفتعلوا الأزماتِ معها، ولا تستسهلوا عقوقَها، ولا تبرروا هجرانَها، فهي عطرُ أنفاسِكم، وألقُ إبداعكم، وسُكَّرُ لقاءاتكم.
درِّبوا عقولَكم على محبتِها، وحفِّزوا مشاعرَكم على احتضانِها، وعوِّدوا أسماعَكم على رقتِها وحنانِها، وزيِّنوا ألسنتَكم بنطقها، والتَّحدثِ بها.
اجعلوها هوايتَكم وهوِّيَتَكم وإدراكَكم وشغفكم.
حلِّقوا بها في مداراتِ الجمال وأفلاكٓ الخيال.
لا تنسلخوا عنها بحُجةِ التطورِ، ولا تهملوها تحت عنوانِ الحداثة، ولا تُحمِّلوها قِلَّةَ معرفتِكم بها.
لتكنِ اللغةُ العربية عهدَكم ومناطَ اهتمامِكم، وميثاقَ تحضُّرِكم، وربيعَ وجدانِكم، وبياضَ قلوبِكم، وصفاءَ نفوسِكم.
كونوا شديدي الاعتزازِ بها، حريصين على تقديرِها في شتَّى المجالات.
ضعوها في أكرمِ منزلةٍ، وأرقى مكانةٍ، تخيَّروا من ألفاظِها الأقدرَ على إيصالِ المعنى، ومن نصوصها أجودَها فكرًا وغايةً.
نحن لا نستطيعُ أن نستغني عن لغتِنا، وهي لا تقبلُ أن تستغنيَ عنا.
أحبُّوا لغتَكم العربيةَ.

























