د. وليد العريض يكتب:شمسٌ واحدة… لأكثر من وطن

{title}
نبأ الأردن -

ريشة :محمد الدغليس
بقلم: د. وليد العريض
             ... 
ليست هذه شمسَ صباحٍ عابر
ولا ضوءًا يتسلّل من نافذة يومٍ عادي.
إنها شمسٌ تُولد ببطء، كما يولد المعنى بعد طول صبر
شمسٌ تعرف أن الليل لم يكن قدرًا، بل امتحانًا.
في هذه اللوحة، لا تقف الشمس في السماء وحدها؛
إنها تقف في القلب، في الذاكرة، في الحنين الذي لا يشيخ.
شمسُ الحرية حين تتخلّص الكلمات من الخوف
وشمسُ التحرير حين تفهم الأرض أن أبناءها لم ينسوها
وشمسُ الصحة حين يعود الجسد إلى روحه
وشمسُ الحنين حين يكفّ المنفى عن الادّعاء أنه وطن.

هذه شمسُ الحبّ…
حبّ الزيتون الذي لا يساوم
حبّ العين القبلية التي تعرف القبلة دون بوصلة
حبّ إسطنبول التي تعلّمنا أن المدن يمكن أن تكون أمهات
وحبّ الوطن حين يصبح العشق فيه واجبًا لا نشوة.
في شروقها يرحل الحزن دون ضجيج
ويأتي الفرح بلا استئذان
كأن الشمس تقول:
الآن فقط، يبدأ الزمن الصحيح.
هذا الضوء ليس ضوء العتمة المؤجَّلة
ولا شمس الخائفين الذين يختبئون خلف الظلال
إنها شمس الدفء
شمس الشجاعة
شمس النهار الواضح الذي لا يعتذر عن نفسه.
هي شمس الشجعان الذين وقفوا عراةً إلا من إيمانهم
شمس فلسطين التي تعلّمت كيف تُشرق رغم الجراح
شمس غور الأردن حيث الأرض تعرف أسماء أبنائها واحدًا واحدًا
وحيث الماء يحفظ سرّ البدايات.
وفي اتساع هذا الضوء
تتجاوز الشمس الجغرافيا
وتصير شمس الحرية الإنسانية كلّها
لا شرق فيها ولا غرب،
بل كرامةٌ واحدة
وقلبٌ واحد
ومصيرٌ واحد.
هذه ليست لوحةً تُعلَّق على جدار،
بل موقفٌ يُعلَّق في الضمير.
ريشةُ محمد الدغليس رسمت الشمس كما تُرسم الحقيقة:
هادئة، صادقة، لا تصرخ… لكنها تغيّر كل شيء.
وقلمُ وليد العريض لا يصفها،
بل يشهد لها.

فإذا أشرقت هذه الشمس
وهي ستشرق،
سيولد كل شيءٍ من جديد:
الإنسان
والوطن
والحب
والنهار الذي لا يعود إلى الخلف.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير