أبو الرب يلقي خطاب الموازنة ويدعو الحكومة بمبادرة للحوار الشامل في الأردن
نبأ الأردن -
سأنتقل إلى حيث الألم وحيث المصلحة، أيها السادة يا دولة الرئيس ومعالي الوزراء الكرام، نحن في وطن واحد، في مركب واحد، من يخرق هذا المركب يؤذي الوطن كله.
أقولها من قلب حريص على حاضرنا ومستقبلنا، ويقود هذا المركب ربانٌ واحدٌ هو جلالة الملك حفظه الله ووفقه لخدمة الوطن والبلاد والعباد، وفيه جيش واحد، هو جيشنا العربي المصطفوي الذي نفاخر به الدنيا، وله منا كل الدعم والتأييد والمؤازرة، وفيه أجهزة أمنية تسهر على راحتنا، وننام مرتاحين وهم يسهرون، ولهم منا كل الدعم والتأييد والمؤازرة لطالما التزموا بواجباتهم الدستورية، وعندنا حكومة واحدة مكلفة من جلالة الملك يرأسها دولة الدكتور جعفر حسان وطاقم وزاري، وتربطنا بهم علاقات ودية واحترام متبادل.
ومد يدنا أبو عماد رئيس الكتلة في أول يوم، وقال هذه هي يدي ممدودة للحكومة، في خطوة تسجل لنا ولكم جميعا.
ومضت الحكومة ثم قست علينا قبل أشهر، بجريرة البعض، واجتهاد البعض، وخطيئة البعض، عوقبت المجموعة ولا زلنا نحن نعارض سياساتكم ولا نعارض الحكومة، ونقولها ونكررها نعارض سياساتكم ولا نعارض الدولة.
قلناها ونكررها، فليذهب إلى الجحيم من يعارض الدولة، ونحن وأنتم جزءٌ من الدولة، نعارض برامج حكومة.
أنتم قرأتم برنامج الموازنة وعارضتم كثيرًا منها، وهذه ليست معارضة سلبية بل معارضة إيجابية، لأننا نريد الأفضل للوطن والمواطن، ومع كل ما جرى، ما زلنا نمد يدنا للحكومة، فمصلحة الوطن العليا تسمو على كل شيء.
نعم أيها السادة، حزبنا حزب جبهة العمل الإسلامي له نظام أساسي، اعتمد من الحكومات السابقة، ونسخته الأخيرة عام ٢٠٢٢، وهو ليس قرآنًا منزل، وهذا النظام قابل للتعديل والتكيف والحوار، ونشطب ما نراه يؤذي وطننا، ونعدل، وهذا نجتمع عليه، ولا نختلف.
التطوير والتحديث السياسي الذي ضمنه جلالة الملك وأكد عليه قبل شهرين هنا، يجب أن يستمر، ويجب أن لا تعطله المصالح الضيقة أو الهفوات أو الضغوطات.
يا أيها السادة الأكارم، أما فلسطين، وأما الألم والجرح، فهي قضية كل الأردنيين الأولى، والقضية المركزية لهذا الوطن بعد قضايانا الداخلية بالتأكيد.
من أجلها ضحينا، ومن أجلها بذلنا، ولا يزاود علينا أحد، وسنبقى ندعمها، فنحن شركاء معهم في القضية في التاريخ والحاضر والمستقبل، وسلاح المقاومة الذي حما أرض فلسطين وغزة، سلاحٌ يجب أن يبقى حتى تقوم الدولة الفلسطينية فيسلم لهذه الدولة، فهذا السلاح بعد الله له فضل، أن حطم مطامع التوراة عند نتنياهو وغيره التوسع نحونا ونحو غيرنا.
لنا في هذا الوطن عدوان لا ثالث لهما، عدوٌ خارجي، وهو ذلك الكيان الذي يجاهر ليل نهار بحلمه التوراتي، في التوسع، ومدعوم من قوى الإمبريالية العالمية مع الأسف، مدعوم من إدارات أمريكية متعاقبة.
وعدوٌ داخلي طالما أشار إليه جلالة الملك في خطاباته، ألا وهو الفساد الذي ينخر عظام هذا الوطن ويضيع مستقبل أبنائنا فهلا توحدنا لصد هذين العدوين لحماية وطننا وأجيالنا، وحدة صفنا أمرٌ مقدس، وهي قوتنا الحقيقية التي نواجه فيها هذين العدوين، وخلال ذلك لا سمح الله، إذا تركت أخاك تأكله الذئاب، فاعلم بأنك يا أخاه مستطاب، ويجيء دورك بعده في لحظة، إن لم يجئك الذئب تنهشك الكلاب، إن تأكل النيران غرفة منزلٍ، فالغرفة الأخرى سيدركها الخراب، لا قدر الله.

























