الهروط في خطاب الرد على الموازنة: "لن نكون شهود زور على موازنة تزيد الفقير فقرًا والمتعب تعبًا"

{title}
نبأ الأردن -
خلال جلسة مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2026، ألقى النائب معتز الهروط خطابًا ناريًا حمل فيه هموم المواطنين وانتقد فيه أداء الحكومة المالي والاقتصادي، معلنًا موقفه الرافض للموازنة بصيغتها الحالية.

وقال الهروط في مستهل كلمته إنه يؤيّد ما ستطرحه كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي، مؤكدًا أنه يقف اليوم "لا حاملاً أرقام الحكومة، بل صوت الناس"، مضيفًا أن الموازنة المطروحة "لا تشبه المواطن الأردني ولا تعكس معاناته، ولا تُطمئن قلقه وهو يطارد أساسيات الحياة".

انتقاد لغياب الزيادات على الرواتب

الهروط هاجم الحكومة لعدم تضمينها أي زيادة حقيقية على رواتب العاملين رغم ارتفاع الأسعار والتضخم، قائلاً:
"المواطن لا يسأل عن نسب النمو.. بل يسأل هل بكفي الراتب لآخر الشهر؟"
وأشار إلى أن الإنفاق الجاري بلغ 11.5 مليار دينار، بينما تبقى الرواتب مجمدة منذ سنوات.

عجز مالي ودين عام مثقل

وأوضح الهروط أن عجز الموازنة قبل المنح يبلغ 2.9 مليار دينار، فيما وصل الدين العام إلى 35.9 مليار دينار، محذرًا من أن فوائد الدين التي بلغت 2.26 مليار دينار باتت تستنزف موارد الدولة أكثر مما تنفقه على الصحة والتعليم مجتمعَين.

وتساءل:
"هل نعمل لبناء دولة أم لخدمة الدائنين؟"

"موازنة جباية لا تنمية"

وأكد الهروط أن الإيرادات الضريبية التي وصلت إلى 7.7 مليار دينار تشكّل 75% من الإيرادات المحلية، ما يعكس توجه الحكومة نحو الجباية مقابل غياب المشاريع الإنتاجية، لافتًا إلى أن حجم المشاريع الرأسمالية الجديدة "لا ينهض بمحافظة واحدة".

انتقادات لرؤية التحديث الاقتصادي

وانتقد النائب فجوة ما بين رؤية التحديث الاقتصادي 2030 وبين أرقام الموازنة، قائلاً إن الحكومة لم تقدّم مشاريع قادرة على خلق فرص العمل الموعودة، ولا دعماً كافياً للصناعة والتكنولوجيا.

ملف مادبا ولواء ذيبان: نموذج للتقصير

وتوقف الهروط عند تراجع فرص العمل في محافظة مادبا ولواء ذيبان، معتبرًا أن تفعيل المدينة الصناعية في منطقة لب يمثل حلاً استراتيجيًا، لكن الحكومة "تتعامل مع الملف بعقلية التأجيل لا بعقلية الإنجاز".

اتهامات بالفساد الإداري والهدر

وأضاف الهروط:
"تجاوزنا مرحلة المجاملة.. نعم هناك فساد في النهج والإدارة والهدر، وإعفاءات ضريبية غير مفهومة، ومشاريع بملايين لا تعمل."
وسأل مستنكرًا:
"كيف نطلب من المواطن أن يثق بالدولة وهو يرى النفقات بلا حسيب ولا رقيب؟"

توصيات من واقع رؤية التحديث

وقدم النائب عدة توصيات أبرزها:

حصر الاقتراض بالمشاريع المنتجة

الشراكة مع القطاع الخاص

توسيع القاعدة الضريبية العادلة

توجيه الاستثمار للمحافظات

ترشيد الإنفاق العام

تطوير قطاع السياحة


خطاب سياسي صريح: "الدولة القوية لا تخاف من النقد"

وفي الجانب السياسي، انتقد الهروط ما وصفه بـ"التعامل الانتقائي مع الأحزاب"، مؤكدًا أن حزب جبهة العمل الإسلامي يُضيّق عليه رغم حضوره الشعبي، وقال:
"الدولة القوية لا تخاف من النقد، ولا تعتبر المعارضة خطرًا."

خاتمة حادة وموقف واضح

وختم النائب معتز الهروط خطابه بعبارات لاقت تفاعلًا داخل القبة:
"هذه ليست موازنة حكومة… هذه موازنة صبر شعب."
"إذا كانت الرواتب ثابتة والأسعار ترتفع… فهذا استنزاف لا اقتصاد."
"لن نكون شهود زور على موازنة تزيد الفقير فقرًا والمتعب تعبًا."

وأعلن رسميًا رفضه للموازنة العامة لعام 2026، معتبرًا أن هذا الموقف "واجب وطني وصوت من نمثلهم".
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير