مخيم البقعة… هموم الواقع وثبات الموقف في حضرة القيادة الهاشمية ودفاعها عن فلسطين
نبأ الأردن -
لم تكن زيارة محافظ البلقاء فيصل المساعيد يرافقه قادة الأجهزة الأمنية إلى لجنة خدمات مخيم البقعة زيارة بروتوكولية عابرة، بل جاءت لتؤكد عمق العلاقة بين الدولة الأردنية والمخيمات الفلسطينية، ولتعكس حقيقة الالتفاف الشعبي حول القيادة الهاشمية ودورها التاريخي في الدفاع عن فلسطين.
في أروقة اللجنة ارتفعت الأصوات لتقول إن البقعة ليست مجرد مخيم، بل ذاكرة للتضحيات، وميدان لمعاناة يومية، وفي الوقت ذاته خزان وطني لموقف صلب يقف خلف القيادة. فقد أكد النائب أحمد الصراحنة أن جلالة الملك عبد الله الثاني ما يزال الرقم الصعب في معادلة الدفاع عن فلسطين، وأن الأردن اليوم يترجم مواقفه بالأفعال لا بالأقوال، رافضًا الضغوط وكل أشكال التطبيع، ليبقى الموقف الأردني واضحًا لا لبس فيه.
أما نائب رئيس لجنة الخدمات المحامي شريف العوفي، فقد أشار إلى أن دعم الهاشميين للشعب الفلسطيني ليس موقفًا عابرًا، بل هو نهج راسخ متوارث منذ عهد المؤسس وحتى اليوم، يتجلى في مواقف الملك عبد الله الثاني وخطابه في قمة قطر، الذي مثّل صوت الحق في مواجهة الاحتلال، وحظي باحترام عربي ودولي لأنه نابع من ضمير الأمة.
رئيس اللجنة السيد وليد عبد الرحمن رحّب بالوفد الرسمي مؤكدًا أن الزيارة رسالة مهمة لأبناء المخيم، تثبت أن الحكومة تتابع هموم الناس عن قرب، وأن المخيمات ليست عبئًا، بل شريك أساسي في المعادلة الوطنية، ومعقل ثابت للدفاع عن فلسطين في وجدان الأردنيين جميعًا.
كما ثمّن الدكتور ليث العبادي مدير مستشفى الأمير حسين، اهتمام المحافظ والأجهزة الأمنية ومتصرف لواء عين الباشا بمتابعة واقع المستشفى وزياراتهم المتكررة للاطلاع على سير العمل فيه، معتبرًا ذلك دليلاً على تلاحم الدولة مع احتياجات المجتمع المحلي.
إن قراءة هذا المشهد تكشف أن العلاقة بين الأردن والمخيمات الفلسطينية تتجاوز البعد الخدمي، لتكون علاقة هوية ومصير مشترك، حيث يجتمع أبناء البقعة على دعم القيادة الهاشمية، ويهتفون باسم فلسطين والقدس، معتبرين أن معركتهم هي ذاتها معركة الأردن، وأن الثبات هو الطريق الوحيد نحو النصر.
وهكذا، فإن هذه الزيارة لم تكن مجرد حدث رسمي، بل محطة سياسية وإنسانية، أكدت أن الأردن سيبقى على العهد، مدافعًا عن القدس وفلسطين، فيما تبقى المخيمات عنوانًا للصمود وخزّانًا وطنيًا لا ينضب في مواجهة التحديات، وترسيخ الثوابت، والتمسك بالحق مهما تعاظمت الضغوط.

























