د. اسمهان ماجد الطاهر تكتب: برنامج التحالف والمساواة والتنوع والشمول ودورة في تمكين المرأة والشباب

نبأ الأردن -
لقد شاركت بحضور ندوة حول برنامج التحالف والمساواة والتنوع والشمول، وحيث إن الحديث عن تمكين المرأة اخذ مساحة واسعة، في الأردن وعملت عليه موسسات مهمة على رأسها اللجنة الوطنية لشؤون المرأة، سأقوم بعرض أهم ما يميز البرنامج.
برنامج التحالف Allyship يسهم مع بقية البرامج في تمكين المرأة والشباب ودمجهم في بيئة العمل، بدءا من التمكين الاقتصادي والاجتماعي، وصولا إلى ضمان تمثيلهم في المناصب القيادية المرموقة، سواء في قطاع التعليم أو سياسا.
التمكين رحلة طويلة كان يحفها مخاوف، من كلمة المساواة بين الجنسين، ومخاطر اندفاع الشباب ومدى تأهلهم لأدوار المطلوبة.
إن أ لحديث عن مفهوم التحالف، يعني بإيجاد حلفاء قادرين على قيادة مناقشات مستنيرة حول التحيز بين الجنسين والحواجز التي تحول دون تقدم المرأة أو الشباب الوظيفي، أو السياسي، ومخاطر ذلك في عرقلة جهود المساواة والتنوع، والشمول في العمل الذي ينادي بها خبراء التنمية المستدامة.
التحالف - مفهوم جديد يدعو إلى الالتزام الثابت ببناء الجسور، وتحطيم الحواجز، وخلق مساحة حيث يمكن للجميع أن ينجح.
تخيّل مكان عمل تزدهر فيه المساواة والتنوع، ولا يصبح فيه الشمول مجرد شعار، بل حقيقة حيّة. تخيّل بيئة يشعر فيها كل شخص، بغض النظر عن خلفيته أو هويته أو جنسه أو خبراته، بالتقدير والتمكين والدعم.
مهارات التحالف هي الأيدي الراعية التي ترعى
ذلك، وتضمن الإنصاف والتنوع والانتماء للعمل.
برنامج التحالف غير منفصل عن برامج المساواة والتنوع والشمول، حيث انه يعد بتقديم الدعم والمهارات اللازمة لتحقيق أهداف التنمية البشرية والاجتماعية من خلال تعزيز مهارات الاستماع بعمق، والتحدث بشجاعة، والاختلاف باحترام - وتحويل المحادثات اليومية إلى أدوات قوية للتواصل والتفاهم بين مختلف الأفراد في مختلف مجالات العمل.
مهارات التحالف في مكان العمل تعمل على تنمية الوعي الذاتي والتعاطف، وتقليل أي تحيزات لا واعية قد تعيق القدرة على كسب حلفاء فعالين، وبيئة عمل داعمة وشاملة، تسهل المحادثات الصعبة، وتتحدي الصور النمطية والافتراضات الخاطئة في صنع القرار - في مجالات التوظيف أو الترقية أو تخصيص التمويل.
برنامج التحالف يشجع ديناميكيات عمل الفريق المتنوع كتنوع الوان قوس قزح، تلتقي فية خلفيات ووجهات النظر المختلفة في مساحة واحدة، مما يخلق نسيجًا غنيًا بالمواهب والإمكانات.
ومع هذا النسيج تأتي فرصة لتكوين بيئة شاملة وداعمة، حيث يمكن لكل فرد أن يزدهر ويُساهم بنقاط قوته الفريدة.
وهنا يأتي دور برامج التحالف، لتفعيل مهارات الفرد وضمان استمرارية عمله بكل قوته التحويلية وتفعيل إمكاناته غير المستغلة.
برامج التحالف والدمج والشمول، تتجاوز فوائد التعاون مع الآخرين في حدود مكان العمل، إذ تؤثر على الحياة الشخصية، وثقافة المؤسسة، والمجتمع ككل. فمن خلال تبني التعاون مع الآخرين، يُحدث الأفراد والمؤسسات تأثيرًا إيجابيًا واسع النطاق، مما يُسهم في بناء عالم أكثر شمولًا ومساواة للجميع.
المنظمات التي تتبنى فكرة التحالف، يكون فيها كل فرد بطلًا خارقًا في التعاطف والرحمة والتفهم. قادرًا على أن يشعل شعلة النمو الشخصي ويُحوّل المؤسسات إلى بيئات نابضة بالحياة، يشع فيها الإبداع والابتكار والتعاون.
برنامج التحالف يخلق بيئة عمل أكثر شمولًا، تحتفي بالتنوع وتحترم المساهمات الفريدة لكل فرد، وتعزز فرصة بناء روابط حقيقية، وجسور عبر الاختلافات، وخلق مساحات يشعر فيها الجميع بالانتماء.
في الأردن أطالب المؤسسات المهتمة بتمكين المرأة والشباب، بمناقشة الممارسات الخاطئة بوعي، ودعم تطبيق برامج التحالف والمساواة والشمول والتنوع وفهم صلتها بالتمكين لكل أشكاله، من أجل التغيير الإيجابي.
فالهدف الأساسي من برامج التحالف والمساواة والتنوع والشمول هو تمكين المرأة والشباب وتحقيق التوازن الوظيفي وضمان تمثيل كل فئات المجتمع في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.