علي السردي يكتب: الأضحية في عيد الأضحى: بين الشعيرة واليقين

{title}
نبأ الأردن -
مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، تتجدد في قلوب المسلمين نية التقرب إلى الله تعالى عبر شعيرة الأضحية. هذه الشعيرة العظيمة ليست مجرد عادة، بل هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل في طياتها معاني عميقة من التكافل الاجتماعي، والتراحم، وإدخال البهجة والسرور على بيوت المسلمين.

كيفية توزيع الأضحية: سنة نبوية ومنهج قويم

لقد دلت السنة النبوية الشريفة على أفضل طريقة لتقسيم لحم الأضحية، وهي منهج يضمن تحقيق المقاصد الشرعية والاجتماعية لهذه العبادة. ينبغي للمضحي أن يحرص على تقسيم أضحيته على النحو التالي:

الثلث الأول لبيت المضحي وأهله:
هذا الجزء مخصص للاستهلاك العائلي، لتأكلوا منه أنتم وتنتفعوا به، وتدخلوا البهجة على بيوتكم في أيام العيد المباركة.

الثلث الثاني للفقراء والمساكين:
هذا الجانب يحقق أسمى معاني التكافل الاجتماعي. فمن خلال إطعام المحتاجين، يتقوى نسيج المجتمع، ويزداد شعور الإخوة والتراحم بين المسلمين، مما يضفي على العيد بهجة أعمق وأكثر شمولاً.

الثلث الثالث للأقارب والجيران:
هذا التوزيع يعزز الروابط الأسرية وعلاقات الجوار. فمشاركة الأضحية مع الأقارب والجيران يوطد العلاقات، وينشر المحبة، ويدخل السرور على قلوبهم.

اليقين في الأضحية: "استفت نفسك ولو أفتوك"

في ظل التطورات الحديثة وظهور طرق متعددة لأداء الأضحية، بات من الضروري التأكيد على مبدأ "اليقين" في أداء هذه الشعيرة. الأضحية هي عبادة تتطلب نية صادقة ويقيناً بأنها ذبحت وفق الشروط الشرعية وفي وقتها المحدد.

لذلك، من الأهمية بمكان عدم دفع حق الأضحية دون التأكد من مصيرها أو رؤيتها .

قد يجد البعض أن التوكيل لجمعيات أو جهات خيرية أسهل أو أرخص، ولكن هذا قد يوقع المضحي في الشك وعدم اليقين حول ما إذا كانت الأضحية قد أُديت على الوجه المطلوب شرعاً.

عندما لا يرى المضحي أضحيته بنفسه، أو لا يعرف يقيناً أين تذهب، فقد يشعر بأنه قد وقع "بين الشك واليقين".

هنا يأتي دور القاعدة الذهبية والوصية النبوية العظيمة: "استفت نفسك ولو أفتوك".

إذا ساور الشك قلب المسلم حول صحة الأضحية أو مصيرها عند التوكيل لجهات معينة، فعليه أن يبحث عن الطريقة التي تجعل قلبه مطمئناً.

الأصل في العبادات هو الطمأنينة واليقين، وراحة القلب هي دليل الإيمان الصادق.

لذا، فإن توزيع أضحيتك في بلدك أو مكان إقامتك يضمن لك غالباً الإشراف المباشر، ورؤية الأضحية بنفسك، وبالتالي تحقيق اليقين والطمأنينة الكاملة. كما أن ذلك يتيح لك المساهمة الفعالة في إطعام الفقراء والمحتاجين في مجتمعك الذي تعرفه عن قرب، وتلمس أثر هذه الشعيرة العظيمة في محيطك.

الأضحية ليست مجرد ذبح لأجل اللحم، بل هي تقرب إلى الله، وتكافل مع الفقراء، وتعزيز للروابط الاجتماعية. فلنحرص على أدائها بيقين وطمأنينة، محققين بذلك الأجر كاملاً ومساهمين في خير مجتمعاتنا.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير