د.عصام الغزاوي يكتب : المال يرسم الخرائط الجديدة

بعد مائة عام من هندسة بريطانيا وفرنسا لكيانات المنطقة غيّرت زيارة ترامب مراكز القوى والتحالفات في منطقة تمثل اهمية جيوستراتيجية بالنسبة للقوى الكبرى، وغيّر توظيف المال قواعد ومسار السياسة واصبح الاقتصاد والمصالح من يرسما معالم خارطة العالم القادمة وليس المبادئ والعقائد، المشهد معقد والمرحلة القادمة تبدو اخطر مما نتصور، وموقع الاردن في ظل هذه التحالفات سيكون صعب جداً خاصة في غياب أي عمق عربي او حليف استراتيجي، وسيُفرض عليه تقديم تنازلات كبيرة ومؤلمة، الاردن في عين العاصفة وعلينا الدفاع عن بلدنا ومصالحنا وبناء استراتيجية فاعلة للتعامل مع استحقاقات المرحلة بحكمة وبدون انفعال، والبدء بتصحيح اتجاه البوصلة وعدم حصر الامر بيد نفس المجموعة التي كان ضيق افقها سبباً في خسارة الاردن لمكانته السياسية، ورص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية وترتيب البيت الاردني وتوحيد الكلمة ونبذ اي خلاف ما بين جميع الاطراف مقدمين مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات، وان نكون سندا وظهيرا خلف قيادتنا فهي الضمانة الاساسية في حفظ مكانة الاردن وموقعه في أي تحالفات جديدة .