عبدالله بني عيسى يكتب : انفضّ السامر

انفضّ السامر، وغادر الضيوف إلى مضاربهم، وها نحن نلملم الكراسي ونطوي ما تبقى من الأمل. أُسدلت الستارة على مشهدٍ صاخبٍ بلا أثر، وانتهى العرض كما بدأ: ضجيج كثير، ومخاض طويل، وفأر صغير خرج من رحم جبلٍ أنهكه الارتجاف.

مرةً أخرى نحدق في السراب ونحسبه ماءً، نمضي وراء الظلال ونعود بخفيّ ندم. هي الحكاية ذاتها تعيد نفسها، لا لأن الممثلين لا يتغيرون، بل لأن الجمهور لا يتعلم.

في هذا الشرق الذي يألف العزاء أكثر مما يعتاد النصر، نُعيد الكرّة كل مرة، ونبدأ من ذات البداية المعطوبة.. حيث لا طحين بعد الجعجعة، ولا ماء في قِرَب الأمل المثقوبة.