باسم سكجها يكتب : عن الروابدة وكأنّه أردني من أصل فلسطيني، والعكس صحيح!

{title}
نبأ الأردن -
من الصعب عليّ ألاّ أتابع محاضرة لعبد الرؤوف الروابدة، وخصوصاً أنّها تأتي في منتدى محمد الحموري، فهما صديقان حبيبان، وحتّى لو رحل الثاني، فالأوّل يقول في أوّل كلمته: أنا رجل يرفض التقاعد، أطال الله في عمره!

أبو عصام عقل كبير، في التفكير، وهو زعيم سياسي حقيقي، ولو رفض هذا الوصف، وليست شهادتي به مجروحة فحسب، بل كلّ شهاداتنا كذلك، فكلّنا نعرفه ومقرّبون منه، ونحبّه، ونثق به.

أبو عصام، يبدأ في وصف الوجود التاريخي للأردن، منذ بدء التاريخ المكتوب، ويواصل حتّى يصل إلى الحديث عن الأردن الحديث، وهو أردننا اليوم، وسوف أختلف مع المنتدى في عنوانه: "السردية"، لأنّ السرد في اللغة العربية لا مجال لها هنا.

الروابدة، لا يفسّر ويعطي موقفاً فقط، بل هو يكسر المألوف في الحوار، ولا ينتقي الكلمات، بل يُقدّمها بضمير حيّ، وعقل راجح راشد، لا يريد من قوله سوى خير البلاد والعباد، ومسألة أردني وفلسطيني لا تعنيه سوى أنّها ما هي عليه فعلاً، وليس سرّاً أنّ الرجل كان في القُدس، وعمل فيها، وأحبّها، وتلك قصّة أخرى!

أبو عصام، لا يسرد التاريخ فحسب، بل يفسّره، ويحلّله، ويقدّم رؤيته، ومن روعته أنّه يُقدّم وحدويته، دون أن يتبجّح بذكر ذلك، ولكنّ ذلك واضح من نقاء صوته، وضميره البيّن بما لا مجال للشكّ، وأكثر أكثر من ذلك فهو يقنع الآخرين، في زمن غاب عنه المُقنعون، وزاد فيه المُقنّعون.

تُرى هل يمكن اختصار عبد الرؤوف الروابدة بمحاضرة، وهل يمكن لقول إنّ الأردن كان الأقرب للعرب، وبالضرورة لفلسطين، وبإثبات موثّق، أن يكون مثله من غيره؟

أنا قارئ تاريخ، وللمرّة الأولى أسمع هذا التحليل، وهو ما قاله صاحبنا: تشيرتشل خلف أربعة توائم من إمرأة واحدة: سوريا، لبنان، فلسطين، والأردن، فلماذا الوقوف اتّهاماً أمام الأردن فحسب؟

من الصعب أن أختصر حوار الروابدة، وقد يكون لي وقفة أخرى، ولكنّ هذا الرجل ليس سياسياً فحسب، بل هو مفكّر أكثر، ووطنيّ أكثر، وأكثر، ومثل مثله يكون رجال الوطن، وللحديث بقية!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير