مازن ابو زبيد يكتب:"المغترب الأردني: ثروة وطنية تنتظر الاحتضان"

{title}
نبأ الأردن -
يشكّل المغترب الأردني ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني، ليس فقط عبر التحويلات المالية التي تساهم مباشرة في ميزان المدفوعات، بل أيضًا عبر دوره كـ"سفير غير رسمي" يحمل صورة الأردن إلى العالم. المغترب الأردني حاضر في نجاحات الخارج، وموجود في قلب كل تحدٍ وفرصة تمر بها البلاد.

لكن بالرغم من هذا الدور الحيوي، كثير من المغتربين يعبّرون عن شعورهم بالتهميش. وتأتي أسباب هذا الشعور من عدّة عوامل، أبرزها:

ضعف التواصل الرسمي معهم والاكتفاء بمخاطبتهم وقت الأزمات أو المواسم.

غياب سياسات فعّالة لربطهم بالوطن من خلال الاستثمار، أو تسهيلات العودة، أو الاستفادة من خبراتهم في مشاريع التنمية.

غياب منصة أو جهة واضحة تعبّر عن صوتهم وتضمن تواصلهم المستمر مع مؤسسات الدولة.


إن الحديث عن ربط المغتربين بالوطن لا يجب أن يبقى في إطار العواطف فقط، بل هو ضرورة وطنية واستراتيجية. فهؤلاء الأفراد لا يحملون فقط رؤوس أموال، بل خبرات نوعية، وتجارب دولية، وشبكات علاقات يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في مسار التنمية.

مقترحات عملية:

إنشاء مجلس استشاري من المغتربين في مختلف دول العالم، يكون له دور في رسم السياسات المرتبطة بهم.

إطلاق منصة رقمية موحدة لخدمات المغتربين، تشمل التواصل، الاستثمار، وفرص العودة.

تقديم حوافز ملموسة للاستثمار في الأردن، مع إزالة العوائق البيروقراطية.

تنظيم مؤتمر سنوي للمغتربين الأردنيين، يكون منصة للتواصل وتبادل الخبرات وربطهم بمشاريع داخل الوطن.


في النهاية، يبقى الوطن في القلب، لكن القلب يحتاج إلى يدٍ تمتدّ إليه. المغترب الأردني لا يطلب امتيازات، بل يريد فقط أن يشعر بأنه ما زال جزءًا من وطنه، وأن الوطن لا يزال يراه، يسمعه، ويحتضنه.


*الامين العام للهيئة الاردنية الاوروبية* 

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير